أسامة الرنتيسي
لم أصدق، ولا أريد أن أصدق أن الرواية التي خرجت على لسان رئيس الوزراء حول السائحة “المليون” وعلاقتها بوزيرة السياحة، مجد شويكة، التي أقسمت له بالله العظيم أنها لا تعرفها.
رئيس الوزراء يروي لطلبة الجامعات أن وزيرة السياحة أقسمت له أنها لا تعرف السائحة، وهو يريد من الطلبة والأردنيين أن يصدقوا هذه الرواية المبنية على قسم الوزيرة.
هذه ليست المرة الأولى التي يخرج الرئيس ببساطة شديدة ولا أريد أن أقول وصفا آخر، لكي يدافع عن وزيرة، هل تذكرون في بداية التشكيل الحكومي وغياب وزيرة الطاقة هالة الزواتي عن اجتماع نيابي، خرج الرزاز وقال: “اتصلت مع هالة وقلت لها وينك ليش غائبة عن الاجتماع لكن كان صوتها مش طالع من أثر الانفلونزا”.
هذه البساطة التي يمارسها رئيس الحكومة ويريد من الأردنيين أن يصدقوا هذه الروايات حتى لو كانت صحيحة لا تدل على عمق خطاب مقنع، وإنما تدل على العقلية التي تدير شؤون البلاد، بكل هذه البساطة برغم التعقيدات التي نعيشها.
كأن الرئيس لا يعرف ان كل جملة يقولها تجد صدى في الإعلام، المحلي والخارجي، فجملته اليوم “أقسمت بالله أنها لا تعرف السائحة رقم مليون…” وُزّعت بسرعة البرق على موقع نبض الذي يبث للملايين.. ، وحصدت ملايين التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي، ووصلتني شخصيا بتعليقات ساخنة مرفقة بفيديوهات قمة في السخرية والإبداع، كأن الذي أنتجها غير محسوب على “كشرة الأردنيين..”.
أقترح على الدكتور عمر الرزاز الذي كان صديقي قبل أن يصبح رئيسا للوزراء أن يعتمد هذا الأسلوب في التعامل مع الوزراء جميعهم، فيحلفون أيمانا ويقسمون أمامه أنهم يعملون بكل إخلاص وجِد، ويعتمد هذا الأسلوب أيضا مع مجلس النواب، فيحلف عليهم أن يمرروا الموازنة لأن ليس بالإمكان أحسن مِما كان.
خفة دم الأردنيين التي بدأت تظهر منذ سنوات في الأزمات واللحظات الصعبة الخارجة على المألوف تكاد تُنافس إخواننا المصريين أصحاب النّكات اللاذعة.
بلا مؤاخذة؛ أعتقد أن خفة الدم جاءت من الخازوق الذي أكله الشعب الأردني في السنوات الماضية من حكوماته ومن نوعيات بعض وزرائه ونوابه ومن الحال المايل التي وصل إليها.
الدايم الله….
أرسل تعليقك