القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه

القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه

 العرب اليوم -

القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه

بقلم :عريب الرنتاوي

أين سيتجه الجيش السوري وحلفاؤه بعد الانتهاء من جنوب دمشق وشرق حمص الشمالي؟... سؤال تدور بشأنه تكهنات كثيرة تتخطى سوريا والمنطقة، إلى عواصم القرار الدولي المعنية بالأزمة، ولقد كان السؤال ذاته، موضوع حوار مع عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية الألمانية هذه الأيام، حيث أزور ألمانيا رفقة عدد من الزملاء والأصدقاء.

ثمة من يعتقد أن الوجهة التالية للجيش السوري، وربما في غضون وقت غير طويل، ستكون ريف درعا الجنوبي وصولاً إلى السويداء... أصحاب هذه النظرية يدرجون تقديراتهم في سياق رغبة النظام الإمساك بالحدود الدولية، واستكمال بقية حلقات سلسلة «سوريا المفيدة»... بعضهم الثاني، يربطون المسألة برغبة إيران والمليشيات الحليفة لها، بالاقتراب أكثر من إسرائيل، إن لم يكن لتنفيذ ضربات انتقامية رداً على مقتل إيرانيين في مطار «التيفور»، فمن ضمن سياقات «المقاومة والممانعة» ومندرجاتها... أما بعضهم الثالث، فقد رأى أن الأمر بات أكثر ترجيحاً، بعد اهتزاز التفاهمات الروسية الإسرائيلية، في ضوء ما اعتبرته موسكو خرقاً إسرائيلياً فادحاً لهذه التفاهمات، بعد غارة التاسع من نيسان (أبريل) ضد المطار المذكور، والتي كادت تعرض حياة جنود وخبراء روس للخطر.

مقابل هذه «الحجج القوية»، ثمة من يعتقد بأن النظام غير مستعجل على حسم ملف الجنوب ودرعا، وأنه نظر وينظر لهذه المنطقة، بوصفها مشكلة للأردن وحلفائه، وليس لدمشق وحلفائها... آخرون يعتقدون أن طهران، ودمشق كذلك، ليستا بوارد استفزاز إسرائيل واستدراجها للتدخل على نحو أوسع وأعمق في تلافيف الأزمة السورية، وأن أحاديث المقاومة وشعارات الممانعة، ليست مصممة سوى للاستهلاك المحلي، وغالباً من ضمن حروب المحاور في المنطقة، وليس في مواجهة إسرائيل... بعضهم الثالث يضيف إلى كل ما سبق، أن موسكو، وإن كانت غاضبة جداً من نتنياهو وحكومته وأجهزته الأمنية والعسكرية، إلا أنها الأكثر استعجالاً للاستقرار والحل السياسي، وهي لا تريد تصعيداً للموقف في سوريا، يبقيها في وضعية استنزاف حتى إشعار آخر، ولذلك لا يرجحون خيار «درعا أولاً»، بخلاف الفريق الأول.

ليس من بين الفريقين من يستبعد تماماً أن تكون إدلب هي الوجهة التالية لقوات الجيش السوري وحلفائه... فهي محافظة كبيرة ومهمة، وقد تركز فيها عشرات ألاف المقاتلين، وهي مفتوحة على الحدود مع تركيا، وتحاذي ثلاث محافظات سورية رئيسة، من بينها اللاذقية، معقل النظام وحاضنة القواعد الروسية... بيد أن الخلاف بين الفريقين إنما ينحصر في التوقيت والأولويات.

إدلب آخر ملاذ كبير ومدجج بالمقاتلين والسلاح لجبهة النصرة، وهي حاضنة رئيسة لفصائل محسوبة على تركيا وقطر عموماً، وهي من ضمن مسؤوليات تركيا فيما يتعلق بمناطق خفض التصعيد، أحد أهم مخرجات مسار أستانا... ولا شك أن بسط سلطة الدولة السورية عليها، إنما يقتضي واحداً من أمرين: الأول؛ ضوء أخضر من تركيا، كونها لاعباً رئيساً، هنا ستطرح أسئلة كثيرة حول «الثمن المقابل» الذي يتعين دفعه لأنقرة... والثاني؛ قرار من التحالف الثلاثي الروسي – الإيراني – السوري، بالاستعداد للسيناريو الأسوأ فيما خص العلاقة مع أنقرة، وهنا تطرح أيضاً أسئلة أكثر، حول تداعيات «الغضب التركي» وتبعاته.

تعاون تركيا، غير المرجح، مع روسيا وحلفائها في إدلب، سيجعل مهمة استعادة المحافظة، الصعبة جداً، أقل كلفة وصعوبة، بيد أنه لن يجعلها سهلة بحال من الأحوال... أما الصدام مع تركيا في إدلب أو غيرها، فهو يعني شيئاً واحداً فقط: المعركة ستكون طويلة، مديدة ومريرة ومكلفة.

الأردن يتابع عن كثب، مجريات المرحلة المقبلة في سوريا، وما يهمه أساساً هو حفظ «خفض التصعيد» في المنطقة الجنوبية، لكن الأمر لن يكون بهذه السهولة، و»خفض التصعيد» ترتيب مؤقت، وليس دائماً، وإلا تحول إلى نوعٍ من «التقسيم»... ولحظة القرار والحسم ستحين عاجلاً أم آجلاً، والأرجح أننا نتحدث بلغة الأشهر وليس السنوات، ومن مصلحة الأردن التفكير جدياً في كيفية إغلاق هذه الملف، وتحويل المؤقت إلى دائم، حتى وإن تطلب ذلك، تفعيل التنسيق مع موسكو، وفتح قنوات اتصال مع النظام، واستباق اللحظة التي قد تضطر فيها القوات الأمريكية للانسحاب من سوريا، إن بفعل عدم الاكتراث وغياب المصلحة بالبقاء على أرضها، أو لاعتبارات سياسية داخلية، تتعلق بدونالد ترامب ورغبته في صرف الأنظار عن مسلسل الأزمات والفضائح الذي يطارده في بيته الأبيض.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه القفزة التالية للجيش السوري وحلفائه



GMT 20:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

المتظاهرون يريدون عراقا عادلا ووطنا قويا ناهضا

GMT 13:35 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس العراقي في الرياض

GMT 13:33 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

لا أمل ولا سلام بدون أُفق سياسي للقضية الفلسطينية

GMT 13:30 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 13:27 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن نبدأ: فصل جديد في جريمة خاشقجي

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24