مأتم في إسرائيل
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

"مأتم" في إسرائيل

"مأتم" في إسرائيل

 العرب اليوم -

مأتم في إسرائيل

عريب الرنتاوي

مزيج المشاعر والمواقف الذي يجتاح الطبقة السياسية الإسرائيلية بمناسبة استرداد الأردن لكامل سيادته على منطقتي الغمر والباقورة، بحاجة إلى تحليل وتفكيك ... ثمة "مأتم" في إسرائيل، لا تنقصه سوى حلقات الندب واللطم، تتخلله أحاسيس الغضب والخيبة، بل و"الصدمة" إن شئت ... مع أن الأردن، لم يفعل شيئاً سوى أنه استرد أراض اعترفت إسرائيل ذاتها، بـ"أردنيتها"، وبوسائل من داخل معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية وليس من خارجها ... وبترتيبات، تمارسها بالعادة الدول التي تحترم القانون الدولي، وليس بوسائل "البلطجة" و"فرض الأمر الواقع" وسياسة "وضع اليد" التي اشتهرت بها إسرائيل، وربما تكون انفردت بها من دون سائر دول المعمورة.
 
الأردن أبلغ إسرائيل، رسمياً وخطياً، بأنه ليس بوارد تجديد "عقد الانتفاع" من هاتين المنطقتين، وفي الموعد المحدد، لكن رهان إسرائيل على "تراجع أردني" لم ينقطع ولم يتوقف حتى ربع الساعة الأخير ... هي إسرائيل التي خبرنا سياساتها القائمة على المماطلة والمراوغة، وتحويل المؤقت إلى دائم، والانتفاع إلى إجارة، والإجارة إلى ملكية ... إنها عقلية السطو والغزو والتعدي على حقوق الآخرين وممتلكاتهم، والتي تحكمت بالطبقة الحاكمة الإسرائيلية، منذ أن كانت إسرائيل فكرة ومشروعا، وقبل أن تصبح دولة وبعدها.
 
ولعل تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للمنطقتين الأردنيتين، يعكس هذه العقلية العدوانية – التوسعية... الباقورة سقطت في قبضة الاحتلال بعد عامين من حرب 1948، والغمر بعد عام من حرب1967، وفي ظروف التهدئة ووقف إطلاق النار، ومن دون أي مسوّغ أمني من أي نوع ... اليوم، يبكي الإسرائيليون أرضاً ليست لهم، وباعتراف قائدهم الذي قتلوه بعد التوقيع على المعاهدة بفترة وجيزة: إسحق رابين.
 
المعلقون الإسرائيليون يخرجون عن أطوراهم، ويطلقون تحليلات وتفسيرات، تعكس حالة هذيان وعدم اتزان ... أحدهم لم يخجل من القول بأن إسرائيل تمد الأردن بالمياه والغاز، والأردن يتنكر لـ"مكارمها" ... وفي معرض تفسيره لقرار الملك استعادة الباقورة والغمر، يلقي باللائمة على "الإخوان المسلمين" و"مجمع النقابات"، لكأن الرجل في تيه معرفي عمّا يدور في الأردن من أحداث أو تطورات، أو لكأن "البروباغندا" تدفعه ليهرف بما لا يعرف.
 
ومما لا شك فيه، أن غطرسة نتنياهو وكبرياؤه الزائفين، قد أصيبا في مقتل، مرتين لا مرة واحدة فقط: الأولى؛ بعودة هبة اللبدي وعبد الرحمن مرعي إلى ذويهما، من دون قيد أو شرط، والثانية؛ باستعادة الأردن لأرضه "المُنتفع بها"، ومرة أخرى، من دون قيد أو شرط ... هذا كثير على رجل اعتاد أن يختال بريش الطاووس في كل حركاته وإيماءاته.
 
المهم أن الأراضي الأردنية استعيدت بالكامل، وهي خضعت منذ الأمس، للسيادة والقانون الأردنيين، ولا ترتيبات خاصة لهاتين المنطقتين بعد اليوم: من كانت له "ملكية خاص" فليكن، ولكن تحت مظلة القانون الأردني، وحركة المعابر والحدود ونظام التأشيرات، ومن زرع أرضاً، سيُستَمهل لحصادها بضعة أشهر ولمرة واحدة، وفقاً لما انتهت إليه المفاوضات والتفاهمات، ولكن دائماً تحت مظلة القانون والإجراءات الأردنية المرعية ... لا معاملة تفضيلية ولا نظام خاص.
 
الأردن، لم يفعل شيئاً سوى أنه نفّذ معاهدة السلام بحذافيرها، لم يأت بشيء من خارجها، بخلاف ما يعتقده بعضنا الأكثر حماسة، وهو تفادى فكرة "الاستملاك" خشية أن تشكل سابقة لتبرير الاستيطان ووضع اليد على أراضي الفلسطينيين وأراضي الأردنيين في فلسطين ... صحيح أن إسرائيل لا تراعي قانوناً أو شرعية دولية، ولكن صانع القرار الأردني أراد ألا يسجل سابقة ويوفر لها المبرر والذريعة، أقله في المواجهات الحقوقية على الساحة الدولية.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأتم في إسرائيل مأتم في إسرائيل



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24