انتخابات لا يريدها أحد
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

انتخابات لا يريدها أحد

انتخابات لا يريدها أحد

 العرب اليوم -

انتخابات لا يريدها أحد

عريب الرنتاوي

ثلاثة أطراف معنية بالانتخابات الفلسطينية أساساً: فتح وحماس وإسرائيل... وثمة ما يشي بأن الأطراف الثلاثة لا تريد للانتخابات أن تجري، رئاسية كانت أم تشريعية، إن هي لم تضمن نتائجها مسبقاً، وعلى نحو قطعي... فكيف ذلك؟
 
فتح، أو بالأحرى الرئيس عباس، هو من تعهد الدعوة لإجراء الانتخابات العامة، وهو اقتصرها على التشريعية، مع وعد بالرئاسية، وتأجيل لانتخابات المجلس الوطني ... لكن موقفه من شروط فصائل غزة ومطالبها، تكشف عن قدرٍ من "اللاجدية" في الدعوة والفكرة ... هم يريدونها انتخابات مفصلة على مقياسهم... لا أدري لماذا الفصل بين "تشريعية" و"رئاسية"، ولا أعرف سر المماطلة في إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني ديمقراطياً، بعد شوهت "شرعتيه" و"شاخت" ... لا أدري لماذا اشتراط القبول بالانتخابات وصدورها في مرسوم رئاسي، قبل الدخول في حوار وطني، ولا أدري ما هي قيمة أي حوار وطني، بعد أن يكون الأمر قد قُضي.
 
حماس بدورها، ليست بريئة من المسؤولية عن تعطيل الاستحقاق المنتظر من أزيد من عقد من الزمان ... هي تأنس لبقاء الوضع الحالي، وتأبيد سيطرتها على قطاع غزة، والاحتفاظ بما لديها، ومزاحمة فتح على ما لدى فتح: الضفة والمنظمة ... تكتيكها انتزاع ما يمكن انتزاعه من تنازلات من فتح والسلطة، قبل الانتخابات أولاً، ومن أجل القبول بها، وبعد الاتفاق عليها ثانياً، من أجل ضمان حصة أكبر في النظام السياسي الفلسطيني، بأقل قدر من التنازلات... من يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بذكرى استشهاد زعميهم ومؤسس حركتهم الوطنية المعاصرة، لا يمكن أن يكون "وحدوياً وطنياً".
 
إسرائيل، صاحبة القول الفصل واليد العليا ... هي لا تريد الانتخابات، اللهم إلا إذا كانت في الضفة الغربية وحدها، ومن دون القدس، ويفضل من دون غزة، والأفضل من دون حماس ... انتخابات على هذه الصورة والشاكلة، تكفل لإسرائيل بقاء الانقسام، وإبقاء السلطة في حالة "المطعون في شرعيتها" ... سيناريو انتخابات 2006 بالنسبة لإسرائيل، غير مقبول وغير مرحب به، وهي ستعمل ما بوسعها، وبوسعها الكثير، من أجل تعطيل الاستحقاق: بدءاً بمنع إجرائها في القدس، مروراً باعتقال المرشحين غير المرغوب بهم، وانتهاء بتعطل كافة الخطوات اللوجستية والإجرائية "العملانية" التي تسبق الاستحقاق وترافقه وتعقبه.
 
ثلاث ملاحظات لا بد منهما:
الأولى؛ على فتح إن هي أرادت أن تسترد إرثها التاريخي كقائدة للحركة الوطنية الفلسطينية أن تدفع باتجاه إعادة تجديد الشرعيات الفلسطينية، وأن تحرص على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية و"مجلس وطني" متزامنة ... فتح اليوم، تذكرنا بأحزاب السلطة في مصر وتونس واليمن عشية ثورات الربيع العربي، وقد يداهمها الربيع الفلسطيني وهي على غير استعداد، وإن بعد، وساعتئذ، ستندم حيث لا ينفع الندم.
 
والثانية؛ على الرئيس محمود عباس، أن يعلن اليوم، قبل غدٍ، عن امتناعه عن الترشح لولاية رئاسية جديدة، أقله لأسباب تتعلق بطول مدة رئاسته الحالية وتقدمه في السن وحالته الصحية ... "سيناريو بورقيبة" لا يجب أن يتكرر في فلسطين ... تلكم مسألة مهمة، وعليه أن يرعى ترشيح قيادي فلسطيني جديد لهذا المنصب، قبل فوات الأوان، وقبل أن تندلع "حرب الخلافة والوراثة".
والثالثة: على حماس أن تجيد قراءة دروس تجربة الإسلام السياسي بأجنحته المختلفة، إخواني، سلفي وشيعي، (تونس، العراق، تركيا وغيرها) وأن تدرك أنها لن تستطيع معاندة اتجاه حركة التاريخ التي لا تجري وفقاً لما تشتهيه سفن الإسلام السياسي، وأن تقرر منذ الآن، بأنها لن تكون عبئاً على شعبها، وسبباً إضافياً في شقائه.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات لا يريدها أحد انتخابات لا يريدها أحد



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24