أين نبحث عن أوراق قوتنا
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

أين نبحث عن أوراق قوتنا؟

أين نبحث عن أوراق قوتنا؟

 العرب اليوم -

أين نبحث عن أوراق قوتنا

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

ما هي الأوراق التي يمتلكها الأردن لمواجهة "صفقة القرن"، بدءاً بقرار إسرائيل الأحادي، ضم أجزاء من الضفة الغربية؟ ...سؤال لا يكاد يفارق صحفي أو دبلوماسي أجنبي ممن نلتقيهم أو نتحدث إليهم هذه الأيام، وهو ذاته السؤال الذي يدور على شفاه الأردنيين، كل الأردنيين.

  
في الإجابة على هذا السؤال/التحدي، نذهب عادة للحديث عن مكانة الأردن ودرجة الاحترام التي يحظى بها على الساحة الدولية، نستذكر أصدقاء لنا في واشنطن من خارج البيت الأبيض، نستعرض بارتياح مواقف العواصم الأوروبية، من دون أن ننسى موسكو وبكين وعواصم أخرى. وأحياناً تستوقفنا مواقف شخصيات إسرائيلية (من الحرس القديم) ممن ما زالوا يؤمنون بـ"عدم جواز" المسّ بأمن الأردن واستقراره.
 
لكننا قلما ننظر تحت أنوفنا، حيث تكمن أهم "أوراق قوتنا" الحقيقية، عناصر قوتنا واقتدارنا تقع تحت أنظارنا...علينا أن نبحث في داخلنا عنها...لسنا بحاجة لأن نذهب بعيداً في قراءة تجارب شعوب أخرى لاستلهام الدروس واستنباط العبر، يكفي أن نسترجع تجربتنا القريبة (لا البعيدة) لاستخلاص هذه الدروس واستحضارها...يكفي أن نرجع بذاكرتنا الطازجة ثلاثين عاماً للوراء فقط، زمن حرب الخليج الثانية، حيث تُكتَنز الدروس وتتعاظم العِبر.
 
الوحدة الفاعلة بين الشعب والقيادة، هي درسنا الأول والأهم، المجرّب بنجاح في غير محطة...ومن متطلبات تفعيل هذه الوحدة وتعظيمها، مبادلة الثقة بالثقة، فالشعب الأردني بكل مكوناته ومنابته، هو الذي يتعين عليه أن يقف على الخطوط الأمامية للمواجهة...المكاشفة بالحقيقة والمصارحة بما يتعين فعله هما ما يتعين على رموز الدولة فعله، لا عبر تسريبات هنا، أو تأويلات هناك.
 
والشعب لكي يقف بفاعلية خلف قيادته، يحتاج لأن يكون منظماً وحراً وسيداً لموقفه وقراره، بلا خوف أو تخويف، بكل الحرية والمسؤولية، وبأعلى درجات التناغم مع مؤسسات الدولة، من مدنية وأمنية وعسكرية...فما بالنا لا نرى "مليونيّات" في شوارع عمان والمدن الأردنية...ما بالنا لا نسيّر مئات الألوف في تظاهرات العودة وتقرير المصير والدفاع عن الوطن والهوية، صوب الأغوار الأردنية، شقيقة الأغوار الفلسطينية، المعرضة للضم والابتلاع، والمهدد أهلها بالاقتلاع والتهجير.
 
حين تقول نيكي هيلي من قبل، وكيليان كونواي من بعد، أن "السماء لن تنطبق على الأرض"، وأن "لا شيء سيحدث"، وأن العرب يكتفون باللجوء لسياسة التخويف من دون أن يُتبعوا القول بالفعل، علينا أن نفكر جدياً بما يتعين عمله...وما يتعين عمله، هو إطلاق طاقات الشعب، وإفساح المجال أمامه للتعبير عن نفسه، بل وحثه وتحريضه على فعل ذلك...هذا مصدر قوة هائل للدبلوماسية الأردنية التي خذلها الأشقاء المنشغلون بكل شيء ما عدا فلسطين...هذه شرارة ستشعل سهلاً في عموم المنطقة، وليس في حدود الجغرافيا الأردنية والفلسطينية.
 
لا يتعين علينا أن نخشى شيئاً، وأثق أن "لوح زجاج" واحد لن يكسر إن خرج مليون أردني إلى الشوارع والساحات ذوداً عن الحق الفلسطيني والهوية الأردنية...لا يتعين علينا أن نخشى خروج الناس إلى الشوارع، فهم أصحاب المصلحة والقضية، وهم قبل هذا وذاك، ذخرنا الاستراتيجي، في حربنا ضد من يتهدد أمننا واستقرارنا وهويتنا وكياننا.
 
في الساحات والميادين، ستتفولذ وحدتنا الوطنية، وستُصقل هويتنا الجامعة، وسنبرهن لكل أعمى وبصير: أن الأردن هو الأردن، لأهله وأبنائه، وأن فلسطين هي فلسطين، لأهلها وأبنائها، ولا مطرح لغير هذا الخيار والبديل، وسيتاح للأردنيين جميعاً شرف المساهمة في كنس "آثار القدم الهمجية"، غرب النهر وشرقيه، فلا مطرح لهؤلاء العنصريين الشرهين على الأرض الأردنية، ولا مكان لتطبيع من أي نوع، مع من يدنسون مقدساتنا ويصادرون مستقبلنا.
    

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين نبحث عن أوراق قوتنا أين نبحث عن أوراق قوتنا



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

التحالف" يبلغ "قسد" ببقائهم في دير الزور حتى القضاء على داعش"

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب في سورية اليوم الثلاثاء 6 تشرين الأول / أكتوبر 2020

GMT 20:38 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إفلاس 5 شركات في ظل الأزمة الاقتصادية التركية

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 00:33 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب خليج ألاسكا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24