عن الحملة على الفسادوما بعدها
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

عن "الحملة على الفساد"...وما بعدها

عن "الحملة على الفساد"...وما بعدها

 العرب اليوم -

عن الحملة على الفسادوما بعدها

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

أفهم أن يثير المتضررون من "الحملة على الفساد" جلبة سياسية وإعلامية واجتماعية صاخبة، فأموالهم (أموالنا بالأحرى) مهدد بالاقتطاع والانتقاص، ولديهم من "المؤلّفة جيوبهم" جيوشاً من "الذباب" و"الدبابير" الالكترونية، التي غالباً ما تتغطى بلقب "صحفي" أو "إعلامي"...البعض يفضل الحديث عن "المتهربين ضريبياً"، وأن أفضل الحديث عن "الحرب الفساد" باعتبار أن طينة هذا الجرم من عجينة ذاك.
 
لكنني لا أفهم، لماذا تنبري فئات وشرائح من مجتمعنا للدفاع عن الفاسدين من "أبنائها البررة"، لكأننا قوم نكره الفساد والفاسدين فقط إن كانوا من خارج "الدائرة الضيقة" لأقاربنا وأنسبائنا وأبناء حيّنا وعشيرتنا وحمولتنا وطائفتنا وعائلتنا...إن اعتمدنا هذه المسطرة في إدارة حربنا على الفساد، لن يكون بوسعنا القبض على فاسد واحد، أو استرداد قرش من الأموال المنهوبة.
 
وتحزنني في بعض الأحيان دعوات يطالب أصحابها بالقبض على فاسدي مختلف الشرائح والفئات الأخرى كشرط مسبق للتسامح والتساهل في استهداف الفاسدين من بيئتهم الاجتماعية، ببساطة لأنها تذكرني بالقاعدة السخيفة التي حكمت لبنان منذ استقلاله، وكانت السبب في خرابه: "6 و6 مكرر"، التي تكرس المحاصصة الطائفية في التعيينات كما في قوائم المطلوب القبض عليهم أو الإفراج عنهم، سواء بسواء.
 
على أنني أتفهم الظروف التي تحيط بمناخات الشك والريبة التي تحيط بـ"الحملة على الفساد"، فهي مستحقة، وتأخرت كثيراً، ليس مع هذه الحكومة فحسب، بل ومن سبقتها من حكومات...أتفهم الخشية من "موسمية" و"انتقائية" "ونفاذ صبر" الدولة في متابعة هذا الملف...فثمة إرث من "قلة الإفصاح والشفافية" وأرشيف متراكم من القضايا الناضحة بروائح الفساد التي تزكم الأنوف، التي فتحت وأغلقت، من دون أن نعرف لماذا فتحت وكيف أغلقت...وثمة الكثير من التجارب الدالة على "نزق الحكومة" و"قلة صبرها" وميلها للخضوع سريعاً أمام ابتزاز أصحاب الأصوات المرتفعة.
 
ثمة شرطان لنجاح "الحملة على الفساد" في تحقيق مراميها: مطاردة "التهرب الضريبي"، "سوء استخدام المنصب العام"، "الإثراء غير المشروع"، "الإفلات بالمال ومن العقاب في الوقت ذاته"، وتحويل هذه القواعد إلى "ثقافة عامة" و"عرف دارج": المعيار/الشرط الأول؛ الالتزام بأعلى معايير سيادة القانون، والثاني؛ الشفافية والإفصاح...على أن هناك شرط ثالث واجب وحاسم الأهمية وإن كان طويل الأجل بحكم طبيعته، وأعني به، إدماج "الحرب على الفساد والتهرب الضريبي" بتفعيل وتسريع مسارات الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي في البلاد، وضمان الحريات العامة وصون حقوق المواطن وخصوصياته.
 
ذات لقاء مع دولة رئيس الحكومة في بواكير تشكيلها، قلت بوجوب توفر شرطين لاستعادة ثقة المواطن بالحكومة، وتسليك طريق "النهضة" و"العقد الاجتماعي": اختراق على مسار الإصلاح السياسي شبيه بما حصل في العام 1989، وحرب لا هوادة فيها على الفساد.
 
كنا وما زلنا نعرف، أن الأولوية الضاغطة على عقول الأردنيين وقلوبهم وضمائرهم ومعداتهم وجيوبهم، هي "الجائحة الاقتصادية – الاجتماعية"، لكننا ونحن نعلي من شأن "الإصلاح السياسي" و"الحرب على الفساد" كنا نقترح على الحكومة "شراء" وقت مريح وكافٍ حتى تعطي برامج الإصلاحات الاقتصادية أكلها، فالضائقة الاقتصادية ليست من النوع الذي سيُحل في غضون أشهر أو سنوات معدودات، وليس لدى الحكومة "عصا موسى" لتضرب بها...وأخطر ما يمكن أن يتهدد استقرار البلاد والعباد، هو اجتماع الضائقة الاقتصادية بالانسداد السياسي...كنا نرى إلى الحاجة لتعزيز "جهاز المناعة المكتسبة" لدى المجتمع الأردني لتحمل الأعباء وجبه تحديات الداخل والخارج الثقيلة للغاية، قبل كورونا وبعدها، قبل صفقة القرن وبالأخص بعدها.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الحملة على الفسادوما بعدها عن الحملة على الفسادوما بعدها



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

التحالف" يبلغ "قسد" ببقائهم في دير الزور حتى القضاء على داعش"

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب في سورية اليوم الثلاثاء 6 تشرين الأول / أكتوبر 2020

GMT 20:38 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إفلاس 5 شركات في ظل الأزمة الاقتصادية التركية

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 00:33 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب خليج ألاسكا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24