الكارثة محدقة، بالجملة جاءت أم بالتقسيط
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الكارثة محدقة، بالجملة جاءت أم بالتقسيط

الكارثة محدقة، بالجملة جاءت أم بالتقسيط

 العرب اليوم -

الكارثة محدقة، بالجملة جاءت أم بالتقسيط

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

تشتعل الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية بالتكهنات والتسريبات، بشأن خطة نتنياهو واليمين الإسرائيلي لضم غور الأردن وشمالي الميت والمستوطنات...هل موعد الأول من تموز المقبل "مقدس" أم لا؟، هل سيتم الضم دفعة واحدة أم على مراحل؟، هل باتت الغلبة لـ "سيناريو التريث" أم أن نتنياهو مصمم على استنفاذ "لحظتي ترامب وكورونا"، لإدخال ضم ثلث الضفة الغربية إلى إرثه الشخصي؟، ما الذي سيحصل من الآن وحتى نوفمبر، حين تحين لحظة الحقيقة والاستحقاق بالنسبة لترامب؟
 
لا أحد يمتلك جواباً يقينياً على هذه الأسئلة والتساؤلات، الأطراف تحتفظ بأوراقها قريبة جداً من صدورها، والجميع يراهن على حدوث "تطور ما" يخدم على نحو أفضل، مصالحه وأولوياته، وسط تقديرات بأن "سيناريو التريث والتقسيط"، ربما يتقدم على "سيناريو الضم الكامل وبالجملة".
 
يُقال إن إدارة ترامب هي صاحبة سيناريو "التريث"، وأن شركاء نتنياهو في الحكم من جنرالات سابقين، يفضلون "التقسيط" إضافة إلى "التريث"، فيما اليمين الديني و"لوبي الاستيطان" يضغط للضم الفوري ومضاعفة مساحة المناطق المشمولة به...ويقال إن رسائل وصلت إلى واشنطن من حلفائها، عرباً ودوليين، نجحت حتى الآن في "تبريد بعض الرؤوس الحامية" من فريق ترامب المولج بهذه المسألة، وجلّهم من عتاة المتصهينين.
 
لكن في المقابل، ما زلنا نسمع أصواتاً من نتنياهو وفريقه، تتحدث عن الضم وكأنه حاصل غداً، ما زلنا نقرأ تقارير أمريكية تفيد بأن ترامب، إذ بات "بطة عرجاء"، ربما يجد في الضم، وليس "التريث فيه"، خشبة خلاص لحفز الانجيليين المتصهينين واستنفارهم لتعويض الخسائر التي منيت بها شعبيته بفعل جائحة كورونا وانتفاضة جورج فلويد، هذا الأمر، يجعل مدى الرؤية أكثر صعوبة، عن مسافة خمسة أشهر تفصلنا عن الانتخابات الأمريكية.
 
وعلينا أن نتحضر لسيناريو قادم، يرجحه مراقبون: نتنياهو يكتفي الآن بضم المستوطنات، سيما الكبرى منها، بمساحة لا تقل عن ثلاثة بالمئة من إجمالي مساحة الضفة الغربية، كما قال هو مؤخراً...حكومته تواصل حواراتها مع المستوطنين لإقناعهم بجدوى التساوق مع خطة ترامب...الفريقان الأمريكي والإسرائيلي يواصلان ترسيم خرائط الضم في الأشهر القادمة، وحكومة نتنياهو تعمل ما بوسعها لخلق إجماع أو أغلبية إسرائيلية وازنة مؤيدة لها، حتى إن جاءت لحظة تنفيذ القرار، قوبل بأقل قدر من الاعتراضات.
 
تراهن القوى الإسرائيلية المؤيدة لهذا السيناريو على جملة أمور منها:
(1) أن السلطة ستتراجع عن قرار "التحلل" من الاتفاقات ووقف التنسيق الأمني، وستنتقل للمطالبة بالحصول على أراضٍ من إسرائيل مستقبلاً، طالما أنها قبلت من قبل، بمبدأ تبادل الأراضي مع الاحتلال...(2) لن يكون هناك مبرر للأردن للإقدام على خطوات غير مرغوبة فيما يخص بعلاقاته مع إسرائيل، طالما أن منطقة الغور لن تضم الآن وفوراً...(3) سيجري تنفيس حملات التنديد والرفض والتلويح بالعقوبات التي انطلقت في عواصم أوروبية ودولية عدة...(4)، ستتمتع تل أبيب بهامش مناورة في علاقاتها مع واشنطن، فإن ظل ترامب في البيت الأبيض، سيكون من السهل فتح "صندوق الهدايا" لتغرف منه ما تشاء، وإن جاء بايدن، فالرجل معروف بأنه "يميني في السياسة الخارجية"، وسيكون بالإمكان التوصل معه لتفاهمات، قد لا تكون بذات سخاء تلك التي أبرمت مع ترامب، بيد أنها كافية لإدامة الاحتلال واستمرار القضم المتدرج للأرض والحقوق الفلسطينية، من دون مقامرة بمستقبل العلاقات مع واشنطن...أي أن الكارثة التي يوعد بها الفلسطينيين، ستقع في كلتا الحالتين، الآن أو بعد حين، بالجملة أم بالتقسيط، ولا يتعين على أحد في رام الله أو غزة الاحتفال أبداً.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكارثة محدقة، بالجملة جاءت أم بالتقسيط الكارثة محدقة، بالجملة جاءت أم بالتقسيط



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24