مرة أخرى عن الانتخابات الفلسطينية
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

مرة أخرى عن الانتخابات الفلسطينية

مرة أخرى عن الانتخابات الفلسطينية

 العرب اليوم -

مرة أخرى عن الانتخابات الفلسطينية

عريب الرنتاوي

ثمة ما يشير إلى حدوث "اختراق" على طريق تذليل العقبات "الداخلية" التي حالت وتحول دون إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في فلسطين طوال عقد من الزمان ... نقول ذلك مع التحفظ، لأننا اعتدنا مواجهة الانفجارات والانتكاسات في ربع الساعة الأخير ... هذه المرة، يبدو أن القناعة تحققت عند الأطراف الفاعلة، بالحاجة لإجراء هذه الانتخابات، بعد أن سُحب غطاء الشرعية عن مختلف المواقع والرئاسات والسلطات، في الضفة كما في القطاع.
 
في الظروف الطبيعية، يمكن النظر لتطورٍ كهذا بوصفه سبباً كافياً لإنجاز الاستحقاق الانتخابي في الموعد المقرر ... لكن في الحالة الفلسطينية غير الطبيعية، المتأسسة على احتلال استيطاني- إقصائي، علينا أن ننتظر لنرى كيف سيكون موقف السلطة الأهم: الاحتلال، وكيف سيتقرر سلوكها ... هل ستسمح للفلسطينيين بحرية الانتخاب والترشح، أم أنها ستضع "فيتوات" على مرشحين ودوائر انتخابية بأكملها؟ ... هل ستتمكن حماس من تقديم مرشحيها بحرية في الضفة، وهل سيتمكن الفلسطينيون من إجراء الانتخابات في عاصمتهم المحتلة: القدس؟ ... أسئلة وتساؤلات ما زالت في علم الغيب.
 
وكما قلنا في مقالة سابقة، وفي هذا الموقع بالذات، ليس المهم أن تجري الانتخابات في جميع مناطق السلطة دون استثناء، وبمشاركة الجميع من دون استثناء كذلك ... هذا مهم، بيد أن الأهم منه بكثير، هو كيف ستتعامل الأطراف الفلسطينية المتنافسة مع نتائج الانتخابات، وهل ستعترف بها وتقبل بتحمّل تبعاتها، أياً كان المنتصر والمهزوم فيها؟
 
انتخابات 2006 التي أعطت حماس موقع الأغلبية الساحقة في المجلس التشريعي، كانت بنتائجها وتداعياتها سبباً في الانقسام الممتد منذ ذلك التاريخ تقريباً ... فلماذا الاعتقاد بأن انتخابات 2019 - 2020، ستكون حافزاً للوحدة وسبباً في انهاء الانقسام؟ ... أليس من الممكن أن تكون الانتخابات ذاتها، هي سبب إضافي في تعميق الانقسام وإدامته؟
 
إن لم يطرأ ما ليس في الحسبان، كأن يعيد الفلسطينيون انتاج ظاهرة "قيس سعيّد" التونسية في فلسطين بأشكال جديدة، وقوائم تنشأ من دون انتظار وتحظى بحصة في المجلس التشريعي الثالث من دون توقع، فإن من المرجح أن تقتسم حركتا فتح وحماس العدد الأكبر من مقاعد المجلس، مع تمثيل ضئيل ليسارين وفصائل وشخصيات، بالكاد يبلغ عدد أصابع اليدين ... فهل قررت الحركتان الخضوع لإرادة الناخب وتغليب صوت "صندوق الاقتراع" على ضجيج "صناديق الذخيرة" التي فرغت من محتوياتها في انقلاب 2007؟ ... ولو افترضنا أن "المستوى السياسي" في الحركتين قرر الاحتكام لهذه النتائج، فهل ستلتزم "المليشيات" من كتائب وألوية وسرايا ولجان بتوجهات المستوى السياسي، وهل سينصاع أصحاب المصالح العميقة التي نمت على جذع الانقسام بأن تلقي جانباً بمصالحها من أجل استئناف المصالحة واستعادة الوحدة؟
 
ثم، هل كفّ الانقسام الفلسطيني عن أن يكون مصلحة عليا لإسرائيل، وبالذات ليمينها المتطرف الحاكم والمتحكم بمؤسسات صنع السياسة والقرار في دولة الاحتلال والعنصرية؟ ... ما الذي ستفعله إسرائيل لمنع إجراء الانتخابات أولاً، والانقضاض على نتائجها ثانياً؟ ... والحيلولة دون أن تنتهي الانتخابات إلى ردم فجوة الانقسام وترميم جسور التلاقي وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، ثالثاً؟

إسرائيل تلوح بالحرب على غزة، تزامناً مع الجهود الرامية لإجراء الانتخابات، وبما يقطع الطريق عليها ... وإسرائيل "تسرّب" معلومات عن قرب إتمام صفقة تبادل الأسرى مع حماس، وفي التوقيت ذاته، بما يعزز موقع حماس وحظوظها ... أليست هناك رسائل يمكن قراءتها بوضوح من بين ثنايا هذه التسريبات؟

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرة أخرى عن الانتخابات الفلسطينية مرة أخرى عن الانتخابات الفلسطينية



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24