الاقتصاد السياسي لـ «كورونا»
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الاقتصاد السياسي لـ «كورونا»

الاقتصاد السياسي لـ «كورونا»

 العرب اليوم -

الاقتصاد السياسي لـ «كورونا»

بقلم _ عريب الرنتاوي

عداد الخسائر التي منيت بها الاقتصادات العالمية جراء الانتشار السريع والمروّع لفايروس كورونا الجديد، لا يتوقف عن الدوران ... تفاوت الأرقام الدالة على فداحة هذه الخسائر، عائد بالأساس لاختلاف تواريخها، فمع كل يوم يمضي، تتضاعف الأرقام وتزداد الصورة «كارثيةً».

الأسواق العالمية كانت الضحية الأولى والأبرز لـ»تسونامي كورونا»، بالنظر لفرط حساسيتها، والحديث يدور عن ستة ترليونات من الدولارات، هذا المبلغ كان تضاعف في غضون أسبوعين اثنين فقط، صعوداً من ثلاثة ترليونات دولار ... صناعة النفط، تصديرا واستهلاكاً وانتاجاً وأسعاراً، كانت بدورها ضحية كبرى أخرى لانتشار هذه الفايروس اللعين ... انهيار سعر البرميل بما يقرب من عشرين دولاراً، يعني من ضمن ما يعني، أن موازنات دول، تكون قد تلقت أكبر صفعة لها منذ أكثر من عقد من الزمان، وأن عجزها في بعض الدول العربية المنتجة للنفط، سيتضاعف إن امتد الحال أو بقي على هذا المنوال.

قطاع السياحة والسفر بلغت خسائره أكثر من 120 مليار دولار، والحبل على الغارب، مع تزايد أعداد الدول «المضروبة» بهذا الفيروس، واستمرار حكوماتها في تشديد إجراءات السفر والتنقل والدخول والخروج، داخل الدولة ومع الدول الأخرى ... مطارات العالم باتت بيوت أشباح، وشركات الطيران مهددة بإشهار إفلاسها بدءاً من الشركات الصغرى، وعشرات ألوف العاملين في هذا المرفق، تبدو وظائفهم مهددة عمّا قريب.

حتى دور السينما وصالات الترفيه، طالها الفيروس سريع الانتشار بتأثيراته، إذ فقدت هذه الصناعة أكثر من أربعة مليارات دولار من عائداتها ... أما أكثر الأشخاص ثراء في العالم، وهم حفنة قليلة على أية حال، فقد فقدوا من دون أن يكون لهم يد، ما يقرب من نصف ترليون دولار بين عشية وضحاها، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ.

كارثة اقتصادية حلّت بالدول المنكوبة بالفيروس، وتلك التي تنتظر، وما بدلت تبديلا .... لكن للكارثة وجوهاً اجتماعية وسياسية لا تقل خطورة، فثمة ملايين البشر يعيشون في حجر صحي مضروب على مدنهم وبلداتهم، وثمة عشرات ألوف الأفراد، محتجزين في غرف العزل المنزلي أو في المستشفيات، ولولا وسائط الاتصال والتواصل الاجتماعي لتقطعت السبل بملايين الناس.

سياسياً، أنعش الانتشار السريع للفايروس الغامض والقاتل، «نظرية المؤامرة» من جديد، هناك من يعتقد أنها حربٌ جرثومية شنتها الولايات المتحدة على الصين في سياق حربهما التجارية، وضد إيران في سياق عدائهما المستحكم ... لكن انتقال المرض إلى قلب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وعلى نحو كارثي في إيطاليا، خفف من غلواء أصحاب هذه النظرية، التي ما زالت تفعل فعلها، وتجد من يؤيدها.

الفايروس الخبيث والذكي، يهدد حكومات وإدارات بالانهيار إن هي فشلت في التصدي له ومنع انتشاره واحتواء نتائجه على الاقتصاد والمال والأعمال ... من بين هؤلاء دونالد ترامب شخصياً، الذي أظهر كعادته، خفّة واستخفافاً بالمسألة في بدايتها، قبل أن يمتطي الموجة، ويكلف نائبه بمتابعة الأمر، ويرصد أكثر من ثمانية مليارات دولار لاحتواء الكارثة قبل وقوعها.

الحال يطاول حكومات وحكاما آخرين، سيما في الدول الديمقراطية، فالتقصير في مواجهة «الجائحة» يعني وجوب الرحيل، وإن بعد حين، وهذا سبب إضافي لوضع الجميع في سباق محموم مع الزمن للتصدي للخطر المحدق.

وحدهم أهل غزة، ربما يشكرون الحصار المضروب عليهم لأول مرة منذ ثلاثة عشر عاماً، فلا أحد يدخل القطاع ولا أحد يخرج منه، وهذا سبب ربما للطمأنينة بأن الفيروس اللعين، لن يضيف عبئاً جديداً فوق أعبائهم القديمة.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد السياسي لـ «كورونا» الاقتصاد السياسي لـ «كورونا»



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24