عن «معارضة الخارج»
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

عن «معارضة الخارج»

عن «معارضة الخارج»

 العرب اليوم -

عن «معارضة الخارج»

بقلم - عريب الرنتاوي

طوى الأردن صفحة «المعارضة الخارجية»، منذ أن أقدم المغفور له الملك الحسين بن طلال، على وقف العمل بقوانين الطوارئ والأحكام العرفية ... مئات المعارضين عادوا من الخارج بعد أن سقطت الأحكام الاستثنائية، وتوقفت الملاحقات والإجراءات العقابية التي كانت لحقت بهم، وأحياناً بأفراد من عائلاتهم، سيما إجراءات «منع السفر» أو «تجديد الجوازات» والأوراق الثبوتية الأخرى.

لم يبق حزب أو تيار أو معارض فرد، من دون أن يجد لنفسه مكانة تحت شمس الأردن، أجريت انتخابات 1989، وتمخض عنها برلمان ما زلنا نتغنى بفضائله ومزاياه ... وازدحمت العاصمة عمان، بالمكاتب الحزبية، وتحولت المدينة إلى قبلة يؤمها قادة يساريون وقوميون ووطنيون عرب وليس أردنيين فحسب ... ومنذ تلك الحقبة، لم يعد الأردني مضطراً للجوء إلى المنافي الإجبارية أو الاختيارية، كما هو حال معظم كثرة من المعارضين العرب.

ثمة شهادة لا بد من إيرادها، وقد كنت من بين قضى ردحاً طويلاً من الوقت في «المنفى الاختياري /الإجباري»، بأن أحداً من المعارضين الأردنيين، لم يكن يوماً مضطراً ليتلفت خلفه، أو يتفحص سيارته قبل أن يشغلها أو يراقب من يتتبعه من العسس، كما هو زملاؤهم من المعارضين العرب، خشية أن تكون الأجهزة الأمنية، قد رصدته وتتبعته أو حاولت إلحاق الأذى به، اختطافاً أو قتلاً أو تعرضاً بالضرب والأذية ... هذا لم يكن من تقاليد الأجهزة الأمنية الأردنية، من قبل ومن بعد، ولا أذكر شخصياً، وكثرة مثلي، واقعة من هذا النوع.
أقول ذلك، من وحي ما تحفل به وسائل التواصل الاجتماعي من تفاعلات تذهب في شتى الاتجاهات، حول ما يصدر عمّا يسمى «معارضة الخارج» من تعليقات وبيانات و»بوستات»، أكثرها يميل إلى التهريج والإثارة، جرياً على عادة بعض «أسبوعيات» التسعينات و»تابوهايداتها».

وأرى ابتداء أن من حق أي أردني أن يقول ما يشاء وأينما شاء من مواقف وآراء ... ولكن شتان بين حرية الرأي والتعبير المحترمة والمقدرة من جهة، والسفاهة والدجل والانحطاط من جهة أخرى ... ولقد وجدت نفسي مدفوعاً لمشاهدة بعض «نوبات البث المباشر» لأحدهم، الذي بلغ به الجنون، حد اتهامنا بعدم التمييز بين صور الملك أو الملكة الحقيقية و «تقنيات الفوتوشوب» ونتائجها المفبركة والمضللة.

وأحسب أن بعض هؤلاء، وهم ليسوا كثرة على أية حال، بل لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة على الأكثر، لا يمتلك إرثاً سياسياً في المعارضة، تدفعه لطلب اللجوء السياسي أو «الهجرة الاضطرارية»، وأشير هنا إلى سيدة ضاق بها الأردن بما رحب، فغادرت إلى عاصمة إقليمية طلباً للجوء، مع أن قادة التيار الذي تنتمي إليه، السياسية منها والعقائدية، يسرحون ويمرحون في عمان، ويقولون ما شاءوا وكيفما شاءوا ووقتما شاءوا.
تثير الانتباه، حالة التعلق بما يصدر عن هؤلاء وتتبعها من قبل جمهور «غير قليل» من الأردنيين ... ولا أحسب أن للأمر علاقة بمحتوى ما يُقال ويُنشر، بل بتفشي حالة «الفراغ السياسي» التي تدفع بشرائح من أبنائنا لمتابعة كل شاردة وواردة تأتيهم عن حال البلاد والعباد، فما بالك حين تكون مغلفة بما يمكن وصفه «معلومات خاصة» و»مصادر خاصة»، وتنطوي على قدر من «الإثارة» و»التشويق» يبدو مجتمعنا بأمس الحاجة إليها في ظل حالة الركود والبطالة السياسيتين، ومع انسداد آفاق الخروج من «عنق زجاجة الملقي» أو «حلقة الرزاز المفرغة» والتعبيرين لهما وليستا من «عندياتنا».
أحدهم على الأقل، له باع أطول من غيره في الحصول على «المعلومات الخاصة» من «مصادرها الخاصة»، وهنا نفتح قوسين لنسأل عن «المسؤول» عن تسريب هذه المعلومات، وبعضها صحيح أو يقترب من الصحة، ولأي غرض يجري تسريبها غير ذاك الذي في نفس يعقوب ... وهل توسع نظام تسريب المعلومات، ليتجاوز المواقع الالكترونية الأردنية، إلى فضاءات السوشيال ميديا في دنيا المهاجر والمغتربات؟ ... إن في الأمر رائحة تواطؤ من قبل متضررين أو ناقمين ومناكفين كانوا أو ما زالوا في مواقع السلطة والمسؤولية.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «معارضة الخارج» عن «معارضة الخارج»



GMT 09:18 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حرب أكتوبر المجيدة تحقق كل أهدافها

GMT 09:16 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ضباط المخابرات.. الشهداء الأحياء

GMT 09:15 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات.. صدارة بقوة شبابها

GMT 09:14 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان

GMT 14:47 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

عن المعارضة أو «النظام معكوساً»

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 17:22 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم وثائقي عن ملكة السول الراحلة أريثا فرانكلين

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:02 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

"إهانة والدة الحكم" تنهي موسم دييغو كوستا

GMT 12:21 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حرب تغني لسيد درويش والشيخ إمام في دار الأوبرا

GMT 22:12 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على أرقام الهلال على ملعبه قبل الكلاسيكو السعودي

GMT 15:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قتلى وجرحى من "قسد" بهجمات في ريف دير الزور

GMT 13:14 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تُفجر مفاجأة لفعالية "الأسبرين" في محاربة "كورونا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24