أردوغان وإدلب  سقوط الأقنعة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

أردوغان وإدلب ... سقوط الأقنعة

أردوغان وإدلب ... سقوط الأقنعة

 العرب اليوم -

أردوغان وإدلب  سقوط الأقنعة

بقلم _ عريب الرنتاوي

جملة من الأقنعة التي تدثرت بها السياسة التركية تسقط دفعة واحدة في إدلب، أردوغان يتهدد ويتوعد، يرغي ويزبد، حالة من الاهتياج لا كابح لها ... من يستمع للرجل في خطاباته التي لا تتوقف، يظن أن إدلب تقع في منتصف الطريق الواصل بين أنقرة وإسطنبول ... لكأنها قطعة من التراب الوطني التركي، وليست أرضاً سورية تحتلها تركيا بالتعاون مع ميليشيات مارقة، ليست النصرة سوى واحدة منها، وإن كانت أهمها ... القناع بمحاربة الإرهاب، يسقط مرة أخرى، بعد أن سقط مرات عديدة من قبل ... دعم «النصرة» والشراكة معها، تسليحها وتدريبها وحمايتها، لم يعد سراً مخيفاً أو حتى ذائعاً، بل حقيقة صلبة يؤكدها الجولاني ذاته، وتقارير عشرات الصحفيين التي رصدت مختلف أوجه الدعم والتعاون بين الجانبين ... قبلها كان «زواج المتعة» مع «داعش» ينهض شاهداً على استعداد أنقرة توظيف «الإرهاب» في سياساتها الخارجية.

توظيف الإرهاب، من قبل تركيا، خدمة لأهداف سياساتها الخارجية، لم يعد أمراً مقتصراً على سوريا ... هي تفعل ذلك في ليبيا، جهاراً نهاراً، ألوف المرتزقة السوريين الذين نقلتهم الطائرات و»البحرية» التركية إلى طرابلس الغرب للقتال في صفوف حكومة السرّاج وإلى جانب الجماعات الإسلامية الداعمة لها... دعَمَ السراج لأنه رئيس الحكومة المعترف بها دولياً في ليبيا، ودعم الجماعات المسلحة ضد النظام في سوريا الذي ما زال عضواً في الأمم المتحدة وعشرات المنظمات الدولية ... أردوغان وحده من يمنح الشرعية لهذا الفريق، ويحجبها عن الفريق الآخر، ودائماً وفقاً لحساباته السياسية وأحلامه العثمانية.

لا يتوقف «السلطان» عن مهاجمة الولايات المتحدة، ذوداً عن فلسطين والقدس والمقدسات، وضد «صفقة القرن»، بيد أنه ووزير دفاعه، لا يفوتان لحظة واحدة من دون استدعاء تدخل الولايات المتحدة و»الناتو» في حربه على سوريا ... يريد نشر الباتريوت في مواجهة حليفته الجديدة روسيا وسلاحها الجوي وقاعدة «حميميم» ... حربه اللفظية ضد الولايات المتحدة موجهة لجمهوره والرأي العام العربي والإسلامي، أما حربه الفعلية، بالدبابات والمدفعية والصواريخ، فموجهة ضد الجيش السوري، ولا بأس إن تطايرت شراراتها ضد شركائه في مسار أستانا – سوتشي.

أرهقنا لفرط تصريحاته الهجومية على إسرائيل، ومع كل تصريحٍ منها، كانت أرقام التبادل التجاري معها تزداد ارتفاعاً ... يعطينا من طرف اللسان حلاوة، أما ذراعه الطويلة، فلا تطاول سوى الدول والمجتمعات العربية، من ليبيا إلى سوريا، مروراً بالعراق ... تخلى الرجل عن «صفر مشاكل» ليكسب «صفر أصدقاء»، وبدل القوة الناعمة، لم تعد لديه سوى لغة الحروب والتلويح بالبوارج والطائرات والجيوش ... القوة الغاشمة، هي ما تبقى له لتبرير وتمرير أحلامه العثمانية التوسعية، وهي حين تصطدم بمصالح دول ومراكز إقليمية، لا يتوانى عن ممارسة الألاعيب التي بات يشتهر بها، لا مبادئ في السياسة ولا أخلاق، بل مصالح توسعية وأطماع ثابتة.

تركيا هنا لا تختلف عن إيران، الأخيرة تتحدث عن هيمنة على أربع دول عربية، والأولى تسعى في توسيع هيمنتها على عدد آخر منها... الأخيرة تعتمد الميليشيات والقوة الخشنة، والأولى، تعتمد الإرهاب بفصائله ومسمياته ومنظماته، ولا قوة ناعمة لديها بعد أن تمت إعادة صياغة حزب العدالة والتنمية وتصفية رموزه وشعاراته التي صعد على ظهرها واكتسب بها، احترام قطاعات واسعة من الرأي العام العربي ... هذا الوضع يكاد ينتهي، ويجب أن ينتهي ... حبل الأكاذيب قصير، بل وقصير للغاية.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان وإدلب  سقوط الأقنعة أردوغان وإدلب  سقوط الأقنعة



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24