خيارات طهران في التعامل مع الاحتجاجات
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

خيارات طهران في التعامل مع الاحتجاجات

خيارات طهران في التعامل مع الاحتجاجات

 العرب اليوم -

خيارات طهران في التعامل مع الاحتجاجات

عريب الرنتاوي

بتأييده العلني لقرار حكومة الرئيس روحاني تقنين البنزين ورفع أسعاره، يكون السيد علي خامنئي قد قطع الطريق على أي احتمال لتراجع الحكومة عن قراراتها، كما حدث ويحدث في غير دولة، عربية وأجنبية، من تلك التي شهدت اندلاع احتجاجات شعبية واسعة، رداً على قرار برفع الأسعار أو فرض تعرفة أو زيادة في الضرائب.
 
لم يبق أمام روحاني وحكومته سوى واحدٍ من خيارين: الأول؛ اللجوء للقوة المفرطة والتعامل "الخشن" مع المحتجين في المدن والبلدات الإيرانية ... والثاني؛ اعتماد مزيج من القوتين الناعمة والخشنة في التعامل مع المتظاهرين ... الخيار الأول، مكلف للغاية، وقد يفتح أبواب البلاد أمام شتى الاحتمالات ... فيما الخيار الثاني، ويبدو مرجحاً، فإنه قد يفضي إلى تراجع حدة الاحتجاجات أو كسر شوكتها.
 
العالم يرقب عن كثب ما يجري في طهران، فما يجري هناك، لا يخص إيران وحدها ... حلفاء إيران وأصدقاؤها يريدون الاطمئنان إلى سلامة وضعها الداخلي، باعتبارها "قاعدة الارتكاز" التي يستندون إليها، وانهيار هذا الجدار قد يفضي إلى تساقط المزيد من الجدران في الإقليم بطوله وعرضه ... وخصوم إيران، يجدون في الاحتجاجات ضالتهم لإضعاف إيران ومحاصرة نظامها، إن لم نقل اسقاطه كما يشتهون، ومن دون إطلاق رصاصة واحدة، أو تكبد عناء حرب خليجية رابعة، لن تبقي في حال اندلاعها ولن تذر.
 
أغلب الظن إن إيران ذاهبة لخيار المزج بين القوتين الناعمة والخشنة ... منذ اليوم الأول للاحتجاجات، عبرت القيادة الإيرانية عن "تفهمها" لمطالب المحتجين، وهي التي سبق لها وأن اعترفت بوقوع ثلاثة أرباع الشعب الإيران تحت خط الفقر (60 مليون من مجموع 80 مليون)، وهي تعرف أن معدلات البطالة غير مسبوقة، وأن نسب التضخم تلامس حاجز الأربعين بالمائة، حتى أنها في معرض تبريريها لقرار رفع أسعار البنزين، قالت بأنها تريد أن تأخذ من الأغنياء لتعطي للفقراء، وأن العائدات المترتبة على الزيادة ستودع في صندوق خاص بدعم 18 مليون عائلة إيرانية فقيرة.
 
لكن السلطات الإيرانية، تتحدث في الوقت ذاته، عن "نواة صلبة" مبثوثة بين المتظاهرين والمحتجين، لها أجندات خاصة، خارجية بالأساس، ومدفوعة من "محور الاستكبار"... السلطات ستتعامل بالقوة الناعمة مع جموع المحتجين السلميين، وثمة مناشدات لتسريع إيصال المال المتحصّل من زيادة أسعار البنزين في حسابات هؤلاء الفقراء ... أما "النواة الصلبة"، أو "الفئة المندسة"، فسيجري التعامل معها، بمنتهى الشدة والخشونة، باعتبارها طابور خامس ورأس جسر للتدخل الأجنبي في شؤون البلاد الداخلية.
 
والحقيقة أن التكتيك الإيراني في التعامل مع حركات الاحتجاج، لا يختلف بشيء عن تكتيكات معظم، إن لم نقل جميع الحكومات والسلطات في المنطقة مع حركات مماثلة ... تبدأ القصة بتفهم مطالب الناس والإحساس بوجعهم، وتمر بمطالبة المحتجين باعتماد "الواقعية" في تحديد مطالبهم وتنتهي بالحديث عن الأجندة الخارجية "وغرف العمليات السوداء" و"الطابور الخامس" و"الفئة المندسّة" و"جماعة السفارات" ... هذه المعزوفة سمعناها في معظم الشوارع والميادين العربية، وها هي تتكرر اليوم، بلسان "فارسي" مبين.
 
يصعب الجزم بالمآلات التي ستنتهي إليها الاحتجاجات الإيرانية، ولكننا نرغب باستعارة ما قاله المرجع علي السيستاني في وصف الاحتجاجات العراقية: العراق بعد الاحتجاجات لن يعود إلى ما كان عليه قبلها ... وإيران بعد الاحتجاجات لن تكون كما كانت عليه قبلها، تلكم سنّة الحياة.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيارات طهران في التعامل مع الاحتجاجات خيارات طهران في التعامل مع الاحتجاجات



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24