هل يعيد التاريخ ذاته  مع حماس والجهاد هذه المرة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

هل يعيد التاريخ ذاته؟ ... مع حماس والجهاد هذه المرة؟

هل يعيد التاريخ ذاته؟ ... مع حماس والجهاد هذه المرة؟

 العرب اليوم -

هل يعيد التاريخ ذاته  مع حماس والجهاد هذه المرة

بقلم -عريب الرنتاوي

ثمة سؤال يثير قلق المراقبين ويشغل اهتمامهم: هل تسلك العلاقة بين حماس والجهاد الطريق ذاته الذي سلكته العلاقة بين حماس وفتح (السلطة)؟ ... هل يعيد التاريخ نفسه، وبأية صيغ وأشكال؟ ... دعونا نتوقف عند بعض التوضيحات.

في أواسط التسعينات، ومع قيام السلطة الفلسطينية (بقيادة فتح طبعاً)، وإثر امتداد سيطرتها على مدن فلسطينية إضافية «بعد غزة وأريحا أولاً» ... شنّت حماس سلسلة من العمليات، من موقع رفضها لـ»نهج أوسلو» و»خيار المفاوضات»، وإصرارها على مواصلة «الجهاد» لتحرير كامل الأرض والتراب.إسرائيل بالطبع، استهدفت حماس في غير مرة وموقع، وفعّلت أسلوب الاغتيالات، لكنها في المقابل، صبّت جام غضبها على فتح والسلطة، وحملتهما المسؤولية عمّا تقوم به حماس، حتى وإن جاء بالضد من رغبتهما وإرادتهما، ما حدا بفتح لاتهام حماس بالسعي لتقويض سلطتها وليس لإنهاء الاحتلال ... كل مرة كانت فيها حماس تنفذ عمليات ضد إسرائيل، كانت تخصم فيها من رصيد فتح، إلى أن انتهينا إلى حركة وطنية فلسطينية بـ»قطبية ثنائية»، بدل «القطب الواحد».

لم تمض سوى سنوات عشر على تلك الحقبة، حتى تبدلت المواقع والمواقف ... حماس ستحظى بفوز كاسح في انتخابات 2006، وستتولى السلطة بعد عام واحد إثر «الانقلاب/الحسم» في القطاع، ومنذ ذلك التاريخ، ستشرع الحركة الإسلامية بالتكيف تدريجياً مع مقتضيات السلطة وموجباتها، وصولاً إلى تفشي الشغف بالتهدئة بوصفها «طوق النجاة».

لكن يبدو أنه من «سوء طالع» حماس، أن حركة إسلامية أخرى، منافسة، كانت تنبثق وتعزز دورها باطّراد، أكثر قرباً من إيران و»محور المقاومة»، الداعم الرئيس لحماس، بيد أنها لا تجاريها في حساباتها السياسية والسلطوية ولا تشاطرها ميلها الجامح للحكم والسيطرة، المكلف سياسياً وأخلاقياً، حركة تسبغ على نفسها لبوساً من «الطهرانية» وتفضل البقاء في «خنادق الجهاد».

في آخر مواجهتين عسكريتين في غزة، لم تشارك حماس «الجهاد الإسلامي» في القتال، اتخذت موقفاً أقرب للحياد، أكثر حرصاً على «التهدئة» واستعجالاً الوسطاء والوساطات ... حتى أنها في المواجهة الأخيرة، لم تفعّل «غرفة العمليات المشتركة» للفصائل كما جرت العادة مؤخراً، لكأنها لا تريد أن تعطي الجهاد غطاءً وطنياً جامعاً ... لقد بات واضحاً أن حماس انتقلت إلى مواقع فتح قبل عشرة أو عشرين عاماً، وأن الجهاد تحتل المكان الذي طالما احتلته حماس في تلك الحقبة.

الجهاد غير معني بالتسويات ولا بالانتخابات، غير معني بالسلطة ولا المشاركة، وهو وإن قبل التهدئة، فعلى اضطرار، ومن دون التزام طويل الأجل ... هذا الوضع لا يروق لحماس، سيما وأن الجهاد لم يعد «الابن المدلل» لـ»محور المقاومة» و»فرس رهانه» فحسب، بل وبات أبضاً يحصد شعبيته ونفوذه من ذات الحقل الذي استأثرت به حماس وظل حكراً عليها لسنوات.

بالطبع يحرص التنظيمان الاسلاميان على تفادي البوح والاعتراف بخلافاتهما أو بالتنافس القائم بينهما، بيد أنهما بين الحين والآخر، يخفقان في إخفاء ما يجول في دواخلهما... هما يعلمان أن المواجهة بينهما مكلفة للغاية، وهما يتوفران على حلفاء مشتركين حريصين على عدم انفلات الخلاف أو التنافس بينهما ... لكن إن استمر الحال على هذا المنوال، فليس مستبعداً أن نشهد فصولاً جديدة من حروب «الإخوة الأعداء» التي بدأت بين فتح وحماس، وبالشعارات والمبررات والاتهامات المتبادلة ذاتها ... مثل هذا الاحتمال تقرره تطورات الإقليم ووجهة الصراع الأمريكي- الإيراني، وقد تزداد فرصه، كلما تعاظم ميل حماس للتهدئة، طويلة الأمد، وازدادت حظوظها.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يعيد التاريخ ذاته  مع حماس والجهاد هذه المرة هل يعيد التاريخ ذاته  مع حماس والجهاد هذه المرة



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24