لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية؟

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية؟

 العرب اليوم -

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية

عريب الرنتاوي

ليست إيران وحدها من تُبدي اهتماماً فائقاً بانتفاضي الشعبين العراقي واللبناني ... إسرائيل ايضاً تراقب الوضع عن كثب، سيما في لبنان، مع أنها دخلت مؤخراً على خط الأزمة العراقية، ووجهت ضربات مباشرة لوحدات من "الحشد الشعبي" و"الحرس الثوري" على حد زعمها ... الانتفاضتان تجذبان اهتماماً إقليمياً ودولياً متعاظماً، وثمة خشية على المنتفضين من مغبة ضياعهم في دهاليز صراع المحاور وحروب الوكالة المحتدة في المنطقة منذ عشر سنوات على الأقل.
 
"مرشد الثورة الإسلامية" رأى في الانتفاضتين "أعمال شغب"، وحث المنتفضين على احترام القانون والمؤسسات (لا أدري إن كانت الثورة الإسلامية ذاتها ستندلع لو أن الثوار احترموا القانون والمؤسسات)، وهو نظر إلى هاتين الانتفاضين بوصفهما فعلاً "مدفوعا" من قبل إسرائيل والولايات المتحدة وعواصم أخرى (لا أدري إن كان بمقدور هذه الأطراف مجتمعة أن تُخرج ملايين الشبان والصبايا إلى الشوارع).
 
وما لم يقله "المرشد" صراحة قاله ممثله بكل صلف: على الشباب الثائر الذي يتخذ من "الحشد الشعبي" رمزاً له (والحقيقة أنني لا أعرف من أين جاء بهذه المعلومة أو كيف خلص إلى هذه النتيجة)، أن يتوجه لاحتلال السفارتين الأمريكية والسعودية ... شريعتمدراي لا شك صُدم بأن الشباب الثوري رفع العلم العراقي فوق القنصلية الإيرانية في كربلاء ولم يستجب لدعوته الثورية التي تزامنت مع حلول الذكرى الأربعين لاحتلال السفارة الأمريكية وحدوث ما بات يُعرف بـ"أزمة الرهائن".
 
لكن للحقيقة والانصاف، ثمة ما يبرر قلق إيران وتخوف حلفائها من انتفاضتي لبنان والعراق ... القوى الرئيسة الحاكمة والمتحكمة بمقاليد السلطة والثورة في البلدين، محسوبة على إيران (الحشد الشعبي وحلفائه في العراق وحزب الله وحلفائه في لبنان) ... أي اهتزاز في المعادلات والتوازنات، ستفقد طهران موقعها المهيمن، ومع دخول "الشارع" كلاعب جديد ووازن، لا بد لتوازنات القوى أن تتغير وأن تتبدل كذلك، وهذا أولاً.
 
أما ثانياً، فإن إيران محقة في مخاوفها من مغبة إقدام دول معادية لها على امتطاء صهوة الانتفاضتين لإلحاق هزيمة بالحشد والحزب وغيرهما، إن لم تكن بالضربة القاضية فبالنقاط ... لكن إيران غير محقة في اتهام الحراك بأنه "مدفوع" من قبل "سفارات" و"غرف عمليات سوداء" ... إيران لا تمتلك الحق تحت أي ذريعة، بما فيها ذريعة "المقاومة" الأكثر قدسية عند كثيرين، لمنع تطور المجتمع والدولة في البلدين المذكورين ... حلفاء إيران إما فاسدون كما في العراق، أو يحمون "الحلفاء الفاسدين" كما في لبنان... ليس من حق إيران أن تتدخل، سيما حين يأتي تدخلها معانداً للتاريخ.
 
نحن نعرف، دولاً غربية وعربية عديدة، تقف بالمرصاد لإيران في العراق ولبنان ... الجنرال غيورا آيلاند مستشار الأمن القومي السابق، يقول أن لدى إسرائيل فرصة نادرة لتوجيه ضربة ساحقة لحزب الله وسلاحه، من دون اضطرار للدخول في حرب مكلفة ومقامرة غير محسوبة ... ما هو مطلوب من إسرائيل اليوم، هو أن تضغط على يد الحزب المجروحة، وهو يقترح أن تسعى إسرائيل في إقناع مجتمع المانحين لاشتراط سحب سلاح الحزب، نظير حصول لبنان على المساعدات والقروض الميسرة ... الضغط على المواطن اللبناني معيشياً، وإقناعه بأن الحزب هو سبب شقائه، هو السبيل الأقصر لنزع شرعية الحزب وشعبيته، هكذا يرى الجنرال المتقاعد صاحب مشروع "التبادل الإقليمي للأراضي" لحل القضية الفلسطينية.
 
الانتفاضتان المباركتان اللتان اندلعتا في لبنان والعراق، تتعرضان لهجمة شرسة من قوى الإقليم المتناحرة... والخشية من حرفهما عن غايتهما، تبقى ماثلة.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية لماذا تهتم إيران وإسرائيل بالانتفاضتين اللبنانية والعراقية



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24