كورونا وخطر الموجة الثانية
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

كورونا وخطر "الموجة الثانية"

كورونا وخطر "الموجة الثانية"

 العرب اليوم -

كورونا وخطر الموجة الثانية

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

يحذر علماء وقادة دوليون من خطر "عودة كورونا في موجة ثانية"، يحدث هذا في دول تكاد تحكم سيطرتها على "الموجة الأولى" لاندلاع الوباء، وتتجه بتدرج متسارع، نحو استعادة حياتها الاقتصادية والاجتماعية والعودة لدائرة العمل والإنتاج ... أغلب الظن، أن مناخات الارتياح والطمأنينة التي تتولد عن إحكام السيطرة على "الموجة الأولى"، تدفع الدولة والمواطنين للاسترخاء والتراخي في اعتماد الإجراءات الوقائية والاحترازية، فيعود الفيروس للضرب بقوة والفتك بمزيد من الضحايا.
 
المنظمات الدولية، وفي مقدمها منظمة الصحة العالمية، لا تنفك تحذر من "خطر الموجة الثانية" للفيروس ... أندرو كومو حاكم نيويورك، الولاية المنكوبة بالوباء، والتي تصدرت الأرقام العالمية في حجم الانتشار وثقل الخسائر، لا يكف بدوره عن إشاعة الحذر، والتحذير من مغبة عودة منحنى الإصابات للارتفاع من جديد ... السلطات في الأردن، لا تكف بدورها عن تحذير الناس، لكن مظاهر "الاحتشاد" و"الازدحام" في الأيام الأخيرة، والتسارع في فتح القطاعات، تحت ضغط الحاجة الاقتصادية ودرءاً لجائحة اجتماعية، وربما استجابة لبعض الأصوات العالية، تملي علينا استحضار بعض المخاوف والنداءات العالمية، علّنا نتفادى السيناريو الأسوأ.
 
حتى الآن، يأخذ تطور الفيروس وانتشاره شكل حرف “U” معكوساً ... يصعد بالغاً الذروة، قبل أن يعاود الهبوط من جديد ... بعض العلماء، يقترح أن الفيروس يمكن أن يأخذ في انتشاره شكل حرف “M”، بمعنى أنه قد يصل إلى أكثر من ذروة واحدة، وربما يكون الفيروس في "موجته الثانية" أكثر فتكاً من موجته الأولى، ويعود ذلك لسببين اثنين: (1) أنه الفرصة ستكون متاحة له لاستحداث مزيد من الطفرات الجينية، وهو دائم التغير والتبدل جينياً كما يقول العلماء ... (2) أنه سيأخذ الناس وهم في ذروة الملل والسأم من الحجر المنزلي ومنع التجوال والتباعد الاجتماعي، والأهم من كل هذا وذاك، أنهم في أمس الحاجة للعمل والإنتاج والبحث عن معاشهم، بعد أن يكونوا قد أفرغوا جيوبهم في أشهر الحجر الأولى.
 
الدولة الأردنية، أدارت الجائحة في موجتها الأولى، بدرجة عالية من النجاح، بشهادة القاصي والداني على أية حال ... والدولة تسعى في إدارة ملف التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة بنجاح مماثل كذلك ... المعادلة دقيقة للغاية، والوصول إلى نقطة التوازن بين الاعتبارات الصحية والضرورات الحياتية ليس نزهة سهلة ... هنا تدخل عوامل عديدة على الخط، منها ما هو سياسي، ويدخل في إطار المناكفات والمزايدات والمناقصات، ومنها ما هو ضروري لتنظيم مجتمع، يأتي ربع انتاجه من قطاع غير منظم، وحوالي 45 بالمائة من العاملين فيه، يشتغلون في هذا القطاع.
 
باتخاذها إجراءات الحظر والعزل ومنع التجوال وإغلاق الدوائر والمصانع والجامعات، وإلزام الناس البقاء في منازلهم، بإمكان الحكومة أن تسجل نجاحاً باهراً في معركتها ضد الوباء وهذا ما حصل حتى الآن، ولكن مع خروج الملايين من الناس إلى أعمالهم سيصبح هؤلاء شركاء في إنجاز النجاح أو صنع الفشل ... التجربة محفوفة بكثير من دواعي القلق والتحسب، والتحذير من خطر موجة ثانية من الجائحة لا سمح الله، يبدو واجباً ملحاً، وقبل فوات الأوان... فالحذر الحذر.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا وخطر الموجة الثانية كورونا وخطر الموجة الثانية



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 17:22 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم وثائقي عن ملكة السول الراحلة أريثا فرانكلين

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:02 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

"إهانة والدة الحكم" تنهي موسم دييغو كوستا

GMT 12:21 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حرب تغني لسيد درويش والشيخ إمام في دار الأوبرا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24