«جيوش وطنية»
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

«جيوش وطنية»

«جيوش وطنية»

 العرب اليوم -

«جيوش وطنية»

بقلم - عريب الرنتاوي

ثلاثة جيوش «وطنية» احتلت صدارة الأخبار في السنوات الأخيرة، وليس لها من اسمها نصيب ... هي «وطنية» بالاسم فقط، بيد أنها في واقع «مليشيات» محسوبة على فريق من الأفرقاء المصطرعين في حروب «الإخوة الأعداء» في كل من اليمن وسوريا وليبيا.... تدريبها وتسليحها ورواتب أفرادها ومرتباتها تأتي من «الخارج» ومن يدفع للزمار يختار اللحن.

في ليبيا، تحمل ميلشيات الجنرال العجوز خليفة حفتر اسماً حركياً: الجيش الوطني، وهو يقوم منذ عدة أشهر بتطويق العاصمة طرابلس ويحاصر حكومتها «الشرعية» ... المفارقة الليبية، أن بعض الإعلام العربي والدولي، يتحدث عن «قوات الشرعية» بوصفها ميلشيات، فيما القوات المتمردة على الحكومة المعترف بها دولياً، تسمى جيشاً وطنياً ... جيش وطني ينفذ أعنف التطويق والإبادة في طرابلس، يستهدف المدارس والمدنيين، ويضرب من دون تمييز بين عسكري ومدني ... ومع ذلك، فهو بنظر قادته وحواضنهم الإقليمية المعروفة، جيشاً وطنياً.
المفارقة في اليمن تبدو معكوسة ... للشرعية المتنقلة من صنعاء إلى سيئون مروراً بعدن، مليشياتها المدعومة من محور وازن، تقريباً هو ذاته المحور الداعم لمليشيا حفتر أو «جيشه الوطني» ... وهي تسمى جيشاً وطنياً كذلك ... مع أنها تكاد تكون القوة الأضعف على الأرض اليمينية، وقد نجحت مليشيات «الانتقالي الجنوبي» و»قوات الحزام»، وهي ميلشيات سائبة تتبع في تمويلها وتوجيهها دولة أخرى، في تلقين «الجيش الوطني» درساً لن ينساه أبداً، فقد اخرجته من عاصمته المؤقتة مجللاً بالاستسلام، وفي غضون أيام قلائل ... «جيش الوطن» سقط في امتحان الدفاع عن «الشرعية» ... ثمة أسئلة كبرى حول الوطنية والشرعية في هذا المقام.

في سوريا أيضاً هناك «جيش وطني» تشكل مؤخراً برعاية تركية، يتلقى دعمه وتمويله من أنقرة وعاصمة عربية صديقة لها ... هذا الجيش «الوطني» تكون من بقايا وفلول ما كان يعرف بـ»الجيش الحر» ... يتلقى تعليماته من غرفة عمليات تركية ... مؤخراً أصدر بياناً استجاب فيه لنداءات الاستغاثة الصادرة عن جبهة النصر، أو هيئة تحرير الشام، التي تندحر في أرياف حماة وإدلب وعلى مشارف خان شيخون ... «الجيش الوطني» قرر القتال مع جبهة النصرة ومن خنادقها وخلفها، ضارباً صفحاً عن مسلسل كامل من الضربات والهزائم التي ألحقها به تنظيم «القاعدة» في سوريا ... ومع ذلك، تقرأ في بعض مصادر الأخبار، خصوصاً إعلام الدول الداعمة والممولة لهذا الجيش، أنه «وطني»، وأنه يدافع عن سوريا وشعبها وإرثها وحضارتها وتاريخها.

ميليشيات تحمل أسماء «الجيوش الوطنية» ... منخرطة في حروب دامية، تتبع مصادر التمويل ولا تحيد عن بوصلتها ... بعضها يتبع رسمياً «حكومات شرعية» تتنفس اصطناعياً في غرف العناية المشددة ... وبعضها يقاتل ضد «حكومات شرعية» وضعها ليس أفضل حالاً من سابقاتها ... بعضها نجح في إقامة علاقات مع الممولين حفظت له قليلاً من ماء الوجه أمام شعبه ... بعضها الآخر أخفق في ذلك، وهو يعرض «بنادقه للإيجار» لكل دولة أجنبية، طامعة وتدخلية .... لكن بعض الاعلام لا يخجل من تسميتها بالجيوش «الوطنية».
حال بعض أو كثير من الجيوش العربية، لا يختلف عن حال الجيوش الثلاثة التي أتينا على ذكرها ... بعضها في الحكم ويتصرف كميليشيا ويقتل الناس في الشوارع ... بعضها يتخلى تدريجياً عن «بزّته» العسكرية، ويرتدي المرايل الزرقاء والبيضاء والياقات المنشّاة بعد ان بات يستولي على معظم اقتصاد البلاد والعباد، ويتقن إدارة مجالس إدارة الشركات أكثر من إتقانه لفنون إدارة «غرف العمليات»... جيوش تتحول إلى أعباء ثقيلة على موازنات الدول وجيوب دافعي الضرائب، فيما سيادة الأوطان تتبدد تحت وطأة التدخلات والاحتلالات الأجنبية المتزايدة والمتلاحقة.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«جيوش وطنية» «جيوش وطنية»



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24