من «ساندرزكوربين» إلى «ترامبجونسون»
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

من «ساندرز-كوربين» إلى «ترامب-جونسون»

من «ساندرز-كوربين» إلى «ترامب-جونسون»

 العرب اليوم -

من «ساندرزكوربين» إلى «ترامبجونسون»

بقلم _ عريب الرنتاوي

عشية الانتخابات الرئاسة الأخيرة، التي جاءت بدونالد ترامب للبيت الأبيض، داهمني «سيناريو متخيّل»: بيرني ساندرز مرشح يسار الحزب الديمقراطي يجلس في المكتب البيضاوي رئيساً للدولة الأعظم، لتأتي الانتخابات البريطانية من بعد، بمرشح اليسار العمالي جيرمي كوربن إلى 10 داوننغ ستريت ... الرجلان، على اختلاف تجربتهما، ينتميان ليسار الوسط، ولدى كل منهما مواقف مشهودة في نقد إسرائيل، لم تألفها المؤسسة الرسمية – الحزبية في كلا البلدين، وهما مؤيدان لحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة

... ربما كان في الأمر، ضربٌ من «التفكير الرغائبي»، لكن الرجلين اللذين جاءا إلى موقعيهما من قلب «حركات الاحتجاج الحقوقية»، وقفا ( ويقفان) على مسافة قصيرة من المركز الأول لصنع القرار في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سواء بسواء.صناديق الاقتراع، والحراك السياسي / الحزبي / البرلماني في كلا البلدين جاءت بنتائج مغايرة تماماً، نقيضة لتفكيري «الرغائبي» ... دونالد ترامب يأتي رئيساً للولايات المتحدة، من خارج المؤسسة «الصلبة» للحزب الجمهوري ... فيما تداعيات «البريكست» والحراك البرلماني / الحزبي البريطاني يأتيان ببوريس جونسون إلى 10 داوننغ ستريت ... وصار «مشوقاً» أن نرى الرجلين في أول قمة تجمعهما، ما الذي سيقولانه، وأية مفاجآت و»زلات لسان» و»انتقادات لاذعة» ستصدر عنهما .

.. صار مهماً أن نرى كيف سيتسابقان في التزلف لإسرائيل والتملق لها، وهما اللذان طالما فاخرا بأنهما «أكثر صهيونية» من صهاينة إسرائيل ذاتها.التحولات التي تعصف بالمجتمعات الغربية ودول الديمقراطية «الانجلو – ساكسونية» من ضمنها، لم تترك للخيال مساحة واسعة للتحرك ... من سيناريو ساندرز – كوربن المُتخيّل إلى سيناريو ترامب – جونسون الواقعي... مساحة الوسط تم «السطو» عليها، والاستقطاب سيد الموقف، ودائماً تحت تأثير رياح العولمة المتوحشة وأزمات الهجرة واللجوء وصعود اليمين الشعبوي وتنامي «الحمائية» و»الانكفائية» في مواقف وسياسات بعض الأحزاب والتيارات والحكومات الغربية.لا ندري إن كان الأمريكيون سيجددون لترامب لولاية ثانية أم أن الحياة السياسية للرجل قد شارفت على نهايتها ... كما أننا لا ندري إن كان جونسون سيبقى في منصبه لفترة طويلة، وما إن كان سيعاد انتخابه على رأس قائمة المحافظين رئيساً لحكومة صاحبة الجلالة، أم أنه سيكون «آخر رئيس للمملكة المتحدة»، وفقاً للنبوءة المتشائمة لرئيس وزراء بريطاني أسبق، في إشارة إلى اعتراضات اسكوتلندية وإيرلندية على خطط جونسن «الانسحاب من دون اتفاق»

من الاتحاد الأوروبي، قد تفضي إلى انسحابهما من «المملكة المتحدة».
والأهم من هذا وذاك، أننا لا نعرف حتى الآن، كيف ستنتهي انتخابات دول غربية وازنة، كألمانيا مثلا، وما إن كان التيارات الشعوبية، اليمنية بخاصة، ستنجح في ضم ألمانيا إلى نادي «ترامب – جونسون» ... الغرب يتغير، وتتغير معه، منظومة القيم والمبادئ، الضوابط والمحددات الحاكمة للسياسة الخارجية لهذه الدول العظمى، وبصورة ستترك بصماتها الثقيلة على قضايا المنطقة وأزماتها المشتعلة.الديمقراطية تستبطن المجازفة دائماً ... ولعل المقامرة الديمقراطية الأكبر في تاريخ البشرية كانت في الانتخابات التي أوصلت أدولف هتلر للحكم في ألمانيا ... اليوم، تتكشف الديمقراطية عن ميل جارف للمجازفة والمغامرة، إذ حتى المتشائمين بتجربة صناديق الاقتراع، لم يخطر ببالهم أن يبلغ «العته» بالرأي العام، وأن يصل العمى بصناديق الاقتراع، حد انتخاب شخصيات هوجاء، فاقدة للأهلية النفسية والذهنية، إلى سدة الحكم، وفي أقدم وأقوى ديمقراطيتين في العالم.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «ساندرزكوربين» إلى «ترامبجونسون» من «ساندرزكوربين» إلى «ترامبجونسون»



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24