قضيتان للنقاش 22
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

قضيتان للنقاش (2-2)

قضيتان للنقاش (2-2)

 العرب اليوم -

قضيتان للنقاش 22

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

القضية الثانية: إدماج الحركة الوطنية الفلسطينية بـ»محور المقاومة والممانعة»يبدو أن الدعوة لانتقال القيادة الفلسطينية إلى الخارج، للفكاك من أسر الاحتلال وقبضته، ترتبط في أذهان القائلين بها، بدعوة ثانية، تريد للفلسطينيين حسم خياراتهم والانضواء تحت رايات «محور المقاومة والممانعة».

حسناً...لست أعارض هذه الأطروحة، ولكن على القائلين بها، أن يقنعونا أولاً، أو بالأحرى أن يقنعوا شعبهم، بأن أطراف هذا المحور، تقصد ما تقول، وجادة فيما ترفعه من شعارات، وأن «تحرير فلسطين من النهر إلى البحر»، هي قضيتها المركزية الأولى، لا قضية لـ»المشاغلة» و»التوظيف»، ولا «ورقة» مركونة في بازار «التسويات» و»المقايضات» الكبرى.

لكن قبل الدخول في جدوى وجدية مثل هذا الطرح، علينا أن نُسائِل أصحابه عن تصوراتهم للمرحلة الاستراتيجية التي عبرتها القضية الوطنية مع «صفقة القرن» و»توجهات الضم»، وما هي أولويات شعبهم فيها...ما هي أدواته الكفاحية الأكثر ملاءمة، وهل يقترحون اعتماد «الكفاح المسلح» بوصفه الأداة الكفاحية الأفعل، أم أنهم يأخذون بـ»التوافق» الفلسطيني حول «المقاومة الشعبية»...وفي كل الأحوال، كيف يمكن لأطراف هذا المحور، أن تكون عوناً للفلسطينيين، وهي بالكاد تخوض «صراع بقاء» محتدم؟

 طوال نصف قرن، حافظت جبهة الجولان على «صمت المدافع، وسوريا بحاجة لعقود من أجل أن تعاود ما كانت عليه قبل عام 2011، وتتقدم إدلب وشرق الفرات و»الاحتلالات التركية» الجديدة، لائحة أولوياتها، حتى على قضية الجولان، فما بالك بفلسطين...ومنذ حرب تموز 2007، تحافظ جبهة جنوب لبنان على هدوء صارم، لا يقطع صمتها سوى حوادث متفرقة، لا تتهدد القرار 1701، وحزب الله يفاخر في حروبه على امتداد الإقليم، فيما أرض لبنان تكاد تميد من تحت أقدامه، وهو معني بـ»شرعيته»، حتى وإن جاءه الترياق من ماكرون...أما المقاومة في غزة، فقد جعلت من «التهدئة» هدفاً أسمى لها خلال العقد الأخير، بمبررات، ظاهرها انساني وباطنها سياسي، يتعلق بـ «سلطة الأمر الواقع».

أما إيران، فقد علمتنا تجربة السنوات الأربعين أنها مستعدة لقتال «الشيطان الأكبر» حتى آخر عراقي أو أفغاني أو سوري أو لبناني أو فلسطيني أو يمني...لقد ضُربت مئات المرات في سوريا، ولم ترد...وانتقل العدوان الإسرائيلي إلى عقر دارها مستهدفاً «درة تاج» برنامجها النووي: ناطنز، ولم ترد...وهي تنتظر بفارغ الصبر، لحظة انفكاكها من أطواق العقوبات التي أنهكت اقتصادها، وجعلت نظامها مكشوفاً أمام غضب الشارع وجائحة كورونا.

هل يمكن للمشروع التحرري الفلسطيني أن يعتمد على «مواسم» المقاومة، التي تهب كل عقد أو أزيد قليلاً؟ ...هل يمكن الركون إلى «مقاومة» انتقلت منذ زمن إلى الموقع الدفاعي، وكفت عن أداء وظائفها الاستنزافية الكفيلة برفع كلفة الاحتلال توطئة لكنسه؟ ...ثم، إن كانت المقاومة الشعبية، هي الخيار الذي توافق عليه الفلسطينيون باعتباره الأقل كلفة عليهم وعلى «صمودهم فوق أرضهم»، فهل يمكن النظر إلى هذا المحور بوصفه «معقد الآمال»؟

لا أقترح أبداً قطيعة مع هذا المحور، بل أفضل العلاقات، على ألا تكون ارتهاناً واستتباعاً، أو على حساب علاقات مع محاور وعواصم أخرى، من بينها دول عربية، ومن بينها «المحور التركي» كذلك، وأن تظل أعيننا شاخصة صوب الحركات الشعبية العربية، وحركات التضامن والكفاح ضد العنصرية في العالم، فتلكم دوائر للحركة والتحرك، ستعطلها لا محالة، أية محاولة للتماهي مع «المحور» إياه...فلسطين أيها السادة، فوق المحاور، ولا يليق بها أن تُستتبع لأي كان.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضيتان للنقاش 22 قضيتان للنقاش 22



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

التحالف" يبلغ "قسد" ببقائهم في دير الزور حتى القضاء على داعش"

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب في سورية اليوم الثلاثاء 6 تشرين الأول / أكتوبر 2020

GMT 20:38 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إفلاس 5 شركات في ظل الأزمة الاقتصادية التركية

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 00:33 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب خليج ألاسكا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 12:35 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزيرة التخطيط تُنظم مائدة مستديرة لدراسة موقف الفقر في مصر

GMT 16:04 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

10 وزراء يشاركون فى افتتاح المؤتمر الـ 15 للثروة المعدنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24