قضية للنقاش عن الدولة الواحدة  13
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

قضية للنقاش: عن "الدولة الواحدة" ... (1-3)

قضية للنقاش: عن "الدولة الواحدة" ... (1-3)

 العرب اليوم -

قضية للنقاش عن الدولة الواحدة  13

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

ردود الأفعال التي أثارتها تصريحات رئيس الحكومة لصحيفة "الغارديان"، تحاشت الدخول في لُبّ الموضوع: "الدولة الواحدة"، وذهبت في اتجاهات شتى، مع أنها مناسبة لتناول المسألة أردنياً، طالما أن فكرة "الدولة الواحدة" مدرجة على جداول أعمال الحوارات العامة فلسطينياً وإسرائيلياً، وبصورة تثير التباين والاختلاف، أكثر مما تستدعي التوافق والائتلاف.
 
"حل الدولتين بات وراء ظهورنا"، قناعة باتت تهيمن على إدراك فئات واسعة من الرأي العام، وتحوم فوق رؤوس من لم يزل على يقينه بوجوب الاحتفاظ بمطلب "الدولة الفلسطينية المستقلة"، فما هو المقترح الذي يتعين تقديمه للشعب الفلسطيني، بوصفه "مشروعه الوطني القادم" بعد أن اصطدم "مشروعه الوطني القائم"، بجدران الفصل العنصري والاستيطان؟
 
البعض سيقترح "مزيداً من الشيء ذاته": استمرار الكفاح من أجل "الدولة المستقلة"...البعض سيطالب بالانسحاب من أوسلو والعودة إلى شعار "تحرير كامل الأرض المحتلة، من النهر إلى البحر"...فريق ثالث سيرى أن "الدولة الواحدة والحقوق المتساوية" هي الخيار البديل، وهي المشروع الوطني الفلسطيني المقبل بعد إعادة تعريفه...وهذه عموماً، هي الخيارات التي تتوزع عليها مواقف الفلسطينيين وأصدقائهم، ممن توصلوا إلى خلاصة تقول: "بالضم أو من دونه، حل الدولتين لم يعد قائماً".
 
مأسسة هذا الحوار وتعميقه، ودراسة مختلف الخيارات والبدائل، ما لها وما عليها، هو أمرٌ بالغ الأهمية و"الراهنية"، ويكتسب قيمة استراتيجية عليا مع دخول القضية الفلسطينية منعطف "صفقة القرن" وتداعياتها...فالاستمرار في ترديد شعار "حل الدولتين" دون توفير العناصر والأدوات الكفيلة بنقله إلى حيز التنفيذ، بدءاً بالوقف الكلي للاستيطان، يبدو كخدمة مجانية تُقدّم لليمين الاسرائيلي، الذي لا يريد شيئاً أكثر من فسحة إضافية من الوقت، لابتلاع الأرض واستكمال الضم والتهويد.
 
وهو – الحوار – أمرٌ بالغ الأهمية للأردنيين كذلك، طالما أن مصالح الأردن الاستراتيجية العليا، أمنه واستقراره وهويته وكيانه الوطنيين، مرتبطة أشد الارتباط بشكل ومضمون الحل النهائي للقضية الفلسطينية، فما سيتحصّل عليه الأردن من هذه الحقوق والمصالح، سيختلف باختلاف السيناريو الذي سينتظم الأحداث والتطورات على المسار الفلسطيني في المرحلة المقبلة...إذاً، لا بأس من الحوار، ولا بأس من تقليب مختلف السيناريوهات القادمة، ومن مختلف جوانبها ووجوهها.
 
والحوار المقصود، هو ذاك الذي ترعاه الدولة عن بعد، ولا تنخرط فيه بصورة رسمية، ذلك أن أي تصريح هنا، أو تلميح هناك، يُستشم منه رائحة "الانفتاح" على أي حل آخر غير "حل الدولتين"، يعني من ضمن ما يعني، أن الدولة انتقلت، أو أنها تتهيأ للانتقال إلى "الخطة ب"، وهذا من شأنه إضعاف الموقف الرسمي، وتبديد مكتسباته.
 
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد حدثني دبلوماسي أوروبي ذات مرة، عن طلبٍ تقدمت به دولة عربية لحكومة بلاده لمساعدتها على بلورة "خطة ب" في حال فشل "حل الدولتين"، وكيف أن حكومته اعتذرت عن تقديم هذه الخدمة، خشية أن تتسرب المعلومات بشأنها، فيقال أنها تخلت عن "حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم" وأنها تراجعت أو بصدد التراجع عن "حل الدولتين".
 
ويزداد أمر الانتقال من "الخطة أ" إلى "الخطة ب" تعقيداً، في ضوء الإجماع العالمي على الخطة الأولى، والذي لا تشذ عنه سوى واشنطن وتل أبيب، وبعد أن دخلت "الخطة أ" في نصوص ومنطوق العشرات من المبادرات والقرارات والمرجعيات الدولية الخاصة بما يُعرف بـ"عملية سلام الشرق الأوسط"...العودة عن كل هذا الإجماع، ليست مهمة سهلة، والحديث عن "الدولة الواحدة" مهمة أصعب، فالمتحدثون بها كثر، ولكنهم لا يقصدون بأحاديثهم الشيء ذاته بالضرورة، وهذا ما سنفصّله في مقالة الغد.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية للنقاش عن الدولة الواحدة  13 قضية للنقاش عن الدولة الواحدة  13



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24