عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب

عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب

 العرب اليوم -

عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب

بقلم : عريب الرنتاوي

يجدر بنا القول، وبعد خمس سنوات عجاف من الحرب في اليمن وعليه، القول بأن الأردن أدار موقفه من هذه الأزمة بكثير من الحكمة والتعقل، منطلقاً من قاعدة "تقليص الخسائر" بعد أن تبدّى له أن "تعظيم المكاسب" أمر غير متاح ... هذه الحرب فائضة عن الحاجة، والمؤكد أنها ليست حربنا، هكذا نطق "لسان حال" صناع القرار في الدولة، وهو ما تأكدت صحته يوماً إثر آخر.
 
ولأن الأردن لا يستطيع أن يغرد بعيداً عن سرب حليفاته الخليجيات، فقد انتهج سياسة تكتفي بالدعم السياسي والمعنوي ورفع الراية الأردنية في خلفية مشهد التحالف العربي، من دون التورط ميدانياً في عمليات قتالية أو إرسال قوات على الأرض، بل واعتمدت الدبلوماسية الأردنية التأكيد في كل مناسبة على الحاجة للبحث عن حل سياسي بوصفه الحل الوحيد الممكن للأزمة اليمنية، على اعتبار أن الحسم والحلول العسكرية لن تنجح في إغلاق هذا الملف، وهذا ما تأكدت صحته يوماً إثر آخر كذلك.
 
مناسبة هذا الحديث المكرر بعد سنوات خمس من اندلاع الأزمة اليمنية، أمرين اثنين:
الأول؛ ما قاله لي ديبلوماسي سوداني واسع الاطلاع، من أن نقاشاً حقيقياً دار ويدور بعد خلع البشير ونظامه، حول جدوى المشاركة السودانية الميدانية في الحرب وصوابيتها ... في السودان، يتوقع حسب المصدر، أن يجري سحب القوات بعد تشكيل الحكومة التوافقية، وبعد كل الخسائر التي منيت بها، وبعد أن تأكد للفريق الحاكم الجديد، بأن هذه المشاركة تحلق ضرراً بالسودان بأكثر مما تجلب نفعاً لحلفائه ... أرقام الخسائر السودانية "مروّعة"، البعض يتحدث عن (500 – 700 قتيل وأكثر من ألف جريح) لكن الصمت الذي يلف هذا الملف، يجعل القضية خارج دائرة البحث والجدل العلنيين في البلاد.
 
والثاني؛ سلسلة التقارير والمعلومات التي تتوالى حول شروع دول التحالف في إجراء حوارات واتصالات رفيعة المستوى مع جماعة أنصار الله الحوثية في مسقط، وسط تشجيع أمريكي، يصل حد ممارسة الضغط لفعل ذلك، بعد أن تأكد لواشنطن أن هذه الحرب العبثية لا نهاية لها، وأنها لن تخرج بمهزوم ومنتصر، وأنها أبعد ما تكون عن الحزم والحسم والعزم ... المعلومات تؤكد حصول حوارات رفيعة منفصلة، بين كل من أبو ظبي والرياض من جهة وجماعة الحوثي من جهة ثانية، ودائماً في ضيافة الوسيط العماني ... والتقديرات تشير إلى هذه القناة ستنشط في الأسابيع القليلة القادمة، سيما بعد التطورات الأخيرة في عدن وابين وشبوة، حيث انتقلت كرة النار من ملعب الحوثي والشمال إلى ملاعب خصومه في مدن الجنوب ومحافظاته.
 
ما يعني أنه بعد خمس سنوات من "الكارثة المنسية" نعود إلى ما كنّا في الأردن قد دعونا إليه: الحل السياسي الذي يشمل جميع الأطراف، ويكفل وحدة البلاد والعباد، ويحفظ سيادة اليمن ويمن انهياراته وتحوله إلى دولة فاشلة ومرتع للجماعات الجهادية، قاعدة كانت أم داعش، وهو سيناريو بشع أخذ يطل برأسه من بين ثنايا حرب الإخوة الأعداء في الجنوب اليمني.
 
والحقيقة أن الأردن لم ينفرد بهذه المقاربة فثمة عواصم عربية وخليجية، انتهجت الموقف ذاته تقريباً، القاهرة ومسقط والرباط والكويت، وربما غيرها من العواصم العربية، بدت محكومة في مواقفها وسياساتها بالاعتبارات والضوابط الأردنية ذاتها ... والمؤكد أن تطورات الأسابيع الأخيرة في الجنوب، قد أعطت مواقف هذا الفريق العربي الواسع، الكثير من المبررات، ودعّمت حججه ومقارباته الداعية لتسريع الوصول إلى حل سياسي وإغلاق هذا الملف الذي تسبب في وقوع أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث كما تقول تقارير الأمم المتحدة.
 
لكن المؤسف أن سنوات الحرب العجاف الخمس، تركت ندوباً وجروحاً في الجسم اليمني، تجعل من الصعب التفاؤل بقرب "صمت المدافع"، إذ حتى بفرض التوصل إلى "تسوية" تنهي الحرب والنزاع بين اليمن وجواره، فمن المشكوك فيه أن تحول هذه التسوية دون استمرار الصراعات اليمنية البينية، فالبلاد غرقت بالمليشيات المحلية، وهويات اليمنيين الفرعية انفجرت كما لم يحدث من قبل، وهيهات أن يعود اليمن إلى ما كان عليه قبل انفجار أزمته واندلاع حربه وحروب الآخرين عليه.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب عن الموقف الأردني من اليمن بعد خمس سنوات من الحرب



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24