الاقتصاد يوحد اليمنيين بعد أن فرقتهم السياسة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الاقتصاد يوحد اليمنيين بعد أن فرقتهم السياسة

الاقتصاد يوحد اليمنيين بعد أن فرقتهم السياسة

 العرب اليوم -

الاقتصاد يوحد اليمنيين بعد أن فرقتهم السياسة

بقلم - عريب الرنتاوي

حبل الانقسامات اليمنية المتناسلة لا ينقطع ... إلى جانب قطبي الصراع الرئيسين: الحوثي و»الشرعية»، ثمة أقطاب مختلفة الأوزان تنشأ وحراكات تتشكل وتحالفات تتبدل وتغيير ... وداخل كل قطب من القطبين الرئيسين، ثمة «طبقات» من الاختلاف والمختلفين ... لكل محافظة حراكاتها وأولوياتها ورموزها ... وتتجه حركة المحافظات وحراكاتها لأن تصبح مستقلة ومتجذرة، وبصورة تتهدد بمزيد من التقسيم للنسيج الاجتماعي والوحدة الجغرافية للبلاد.
لكن على الرغم من هذه الصورة التي لا تدعو للتفاؤل، فقد توحد اليمنيون في الأسابيع والأيام القليلة الفائتة، تحت ضغط انهيار العملة الوطنية والارتفاع الجنوني للأسعار وانقطاع الرواتب عن العاملين في عدد من المناطق ... تعز وعدن تعيشان «ثورة داخل الشرعية»، وحضرموت والمكلا، تتململان تحت ضغط الضائقة، للمهرة – سوقطرى زعامتها قيد التشكل، وهمومها تتخطى «المطلبي» إلى السياسي، المتعلق بحالة الاشتباك السلمي مع التحالف... والشمال يكاد يخرج عن بكرة أبيه، غضباً واستنكاراً وتنديداً.
قلة من اليمنيين باتت تلوم الحوثي عن الأزمة الاقتصادية ... «البنك المركزي» انتقل من صنعاء إلى العاصمة «المؤقتة» وبعدها حصل الانهيار ... الحكومة تطبع ملايين الريالات من دون مسؤولية ... والمائتا مليون دولار التي قُدمت مؤخراً كوديعة لوقف انهيار العملة، بالكاد تعطي أثرها.
أمس، شهدت معظم المدن تحركات وتظاهرات شعبية غاضبة ... الوضع في الجنوب مقلق للغاية، والمجلس الانتقالي الذي يناصب «الشرعية» عداء أشد من عدائه للحوثي وأنصار الله، اكتسب «شرعية» خاصة به، بعد اجتماعه مع مارتن غريفيت وإصرار الأخير على إشراك المجلس في المشاورات المقبلة في جنيف ... المجلس يعلن النفير العام ويدعو جماهير الجنوب للسيطرة على مؤسسات الدولة، ويترك العنان لتشكيلاته المقاتلة لتولي الأمر ...وهذه التشكيلات بدورها لم تقم وزناً لطلب السلطات «الشرعية» الجيش والأجهزة الأمنية منع ذلك وأخذ زمام المبادرة.
الجميع ضد الجميع في معظم مناطق اليمن، والحوثي الذي طفا على السطح بوصفه «الشيطان الأكبر» لم يعد سوى طرف من بين أطراف عديدة مسؤولة عن كارثة اليمن، وربما ليس أكثرها تحملاً للمسؤولية ... هتافات الجموع الغاضية تتحول من الدعوة للحسم إلى الدعوة للسلم، وإنهاء هذه الحرب المدمرة، واليمنيون الذي سئموا التعامل مع مختلف صنوف المرتزقة وجنسياتهم – وآخرهم التشاديون - الذين جلبوا للقتال على عجل في اليمن، يريدون لهذا الفصل الدامي في تاريخهم أن ينتهي.... وأن ينتهي اليوم وليس غداً.
التحالف لم يعد مصدراً «للأمل» وسبيلاً لاستعادته ... المتظاهرون كما شهدناهم على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل انعدام التغطية الإعلامية أو ضعفها، وجهوا النصيب الأكبر من هتافاتهم ضد حكومة بلادهم وداعميها في التحالف ... المشهد اليمني ينقلب ومعادلاته تتحرك وتتغير ... وتحالفاته تتبدل وتتغير... ومع اختلاف الأولويات بين دول التحالف، وتآكل مواردها، واصطدام مشروعها بصخرة الفشل، يبدو المشهد اليمني أكثر تعقيداً.
لقد طوي ملف «الحديدة»، ويبدو أن ملف استعادتها لم يعد مقدمة وشرطاً مسبقاً لاستئناف المشاورات وجلب الحوثيين إليها ... فشلت أول حملة واسعة لاستعادة المطار والميناء قبل مشاورات جنيف الأخيرة ... وفشلت ثاني أكبر حملة للسيطرة عليها من الجنوب والشرق، في تحقيق الغرض ذاتها ... المعارك تتجمد عند الكيلو 10 والكيلو 16 ... وبقية البلاغات عن انتصارات واختراقات استراتيجية، تبدو ضرباً من التضليل أو ترويجاً لأوهام بقصد حفظ ماء الوجه والمعنويات.
كل ذلك، لم يوقف الكارثة الإنسانية ولم يمنعها من التفاقم ... الكوليرا تجتاح البلاد، والأطفال يموتون جوعاً وعطشاً، يومياً وبالعشرات، وثمة جيل يمني بأكمله مهدد بالإعاقة المزمنة جسدياً وذهنياً ... فيما العالم يقف صامتاً متواطئاً، تارة تحت ضغط «ابتزاز» الدول الغنية وأخرى محكوماً بنظرة ضيقة لا ترى اليمن إلا من «ثقب إبرة» النفوذ الإقليمي لإيران، وتنسى أن ثمة ملايين من البشر، الذين لا يتعين المقامرة بحيواتهم ومستقبل أجيالهم، حتى يصبح بالإمكان إضعاف نفوذ إيران في هذا البلد ... أية مقاربة بائسة هي تلك.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد يوحد اليمنيين بعد أن فرقتهم السياسة الاقتصاد يوحد اليمنيين بعد أن فرقتهم السياسة



GMT 09:20 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عن «معارضة الخارج»

GMT 09:18 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

حرب أكتوبر المجيدة تحقق كل أهدافها

GMT 09:16 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

ضباط المخابرات.. الشهداء الأحياء

GMT 09:15 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات.. صدارة بقوة شبابها

GMT 09:14 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

بين ترامب وإيران… ما ذنب لبنان

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24