الصحف الورقيةمن زاوية أخرى
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الصحف الورقية...من زاوية أخرى

الصحف الورقية...من زاوية أخرى

 العرب اليوم -

الصحف الورقيةمن زاوية أخرى

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

"حملة تحذير"، مشفوعة بـ"حفلة رثاء" للصحف الورقية، تجتاح وسائط التواصل الاجتماعي وأعمدة الكتاب وزواياهم، تقارير وتصريحات تحذر الدولة من مغبة فقدان أحد أمضى أسلحتها، وإحدى أهم أدواتها...لكن رغم كل هذا وذاك وتلك، ما زالت الصحف "الورقية" في عين العاصفة، الأزمة تعتصرها، رواتب معلقة، وديون تتخطى الموجودات، وما من موظف أو صحفي فيها، إلا وله قائمة بالديون والمستحقات المترتبة على إدارة صحيفته.
 
لست بصدد البحث في الأسباب الخاصة التي شكلت أزمة الصحف الورقية، فتلكم تتحمل مسؤوليتها: (1) الدولة بمؤسساتها المختلفة، التي أمعنت في التدخل في الإدارة والتوظيف والتحرير طوال سنوات وعقود... (2) إدارات الصحف، إن لجهة سوء الإدارة والرواتب والامتيازات الفلكية في أزمنة الرخاء لنفر قليل من كبار المسؤولين... (3) السياسات التحريرية التي راوحت بين "الخوف" و"المحاباة"، وهما المفردتان اللتان تشكل منهما شعار اليونيسكو في اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام: "صحافة بلا خوف ولا محاباة".
 
سأكتفي بالمرور سريعاً عند الأسباب العالمية التي فاقمت مأزق الصحافة الورقية، وأهمها على الاطلاق نجاح وسائل التواصل الاجتماعي بالاستحواذ على نصيب الأسد من سوق الإعلانات، وبنسب تراوح ما بين 50 – 90 بالمئة، تتفاوت من دولة إلى أخرى...موجات الانكماش الاقتصادي العالمية (2009 والآن) التي أفضت وستفضي إلى مزيد من التأزم، سيما في ظلال جائحة كورونا الكئيبة وبتأثير "إغلاق الكرة الأرضية"...انتقال القراء بأكثريتهم الساحقة، إلى وسائطهم الالكترونية للبحث عمّا يريدون متابعته من أخبار وتقارير فيديوهات، وفي شتى المجالات.
 
الصحافة الورقية في العالم برمته، في طريقها للانهيار...ما الغرابة في ذلك، طالما أن عصر "الانسان الديجيتال" يكاد يجرف في طريقه كافة مناحي الحياة...الصحف الورقية ليست أهم من "البنكنوت"، وهذا بدوره في طريقه للاندثار...عصر الورق يلفظ أنفاسه الأخيرة، وجاءت الجائحة لتسرع هذا المسار، بعد أن اكتشفنا أن "الجريدة" و"البنكنوت" يمكن أن يكونا وسيلة لنقل الفيروس الخبيء والخبيث.
 
نهر التحول الجارف إلى عصر "الديجيتال"، لن توقفه أو تعرقل جريانه، مشاعر الحنين و"النوستالجيا" للصحيفة الورقية، أقول ذلك، وأنا من جيل اعتاد قراءة الجريدة مع فنجان القهوة، وامتهن "قصقصة" الجريدة و"التأشير" على مقالات وتقارير وجمل وعبارات، بقلم الرصاص قبل أن يحل قلم "البيك" محله...أشياء كثيرة نشأنا عليها، نجد أنفسنا مرغمين على تركها، ومن بينها عادة استقبال نهاراتنا بالجريدة الورقية، تقليب صفحاتها، واستنشاق رائحتها...هذا من الماضي.
 
منذ سنوات توقفت عن قراءة الصحف الورقية، وتأقلمت مع عادة عدم انتظار بائع الجرائد أو موزعها على الصناديق، سعادتي كانت غامرة وأنا أقرأ الصحف الأردنية من واشنطن، قبل أن آوي إلى فراشي، بفعل فارق التوقيت...سعيد بأنني أقرأ صحف لندن، لبنان وفلسطين، ربما قبل كثير من أهلها، وسعيد بخدمات غوغل، التي تمكنني من ترجمة مقالات عن لغات لم أكن أتخيل يوماً بأنني سأمر بها...من يريد ورقاً ومن يريد صحفاً ورقية؟!
 
صحفنا الورقية بحاجة لاستراتيجيات فاعلة لاقتحام عالم الديجيتال، لست من الخبراء في هذا الحقل، وليس لدي توصيات أقدمها...صحفنا بحاجة للمنافسة في سوق الإعلان الالكتروني الذي بات يستأثر بالحصة الأكبر من سوق الإعلان الإجمالي...صحفنا بحاجة لجرعات من الجرأة والاستقلالية والمهنية، وبعد ذلك، أو قبل ذلك: "حرية سقفها السماء".
 
في مؤشر حرية الصحافة لهذا العام (180 دولة)، مؤسف أن 22 دولة عربية حلت في منزلة بين مرتبتين متأخرتين: 72 (تونس) و176 (جيبوتي)، الأردن جاء في مرتبة لا تليق به (128) ...هنا الوردة فلنرقص هنا.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحف الورقيةمن زاوية أخرى الصحف الورقيةمن زاوية أخرى



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24