لنظهر أحسن ما في دواخلنا
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

لنظهر أحسن ما في دواخلنا

لنظهر أحسن ما في دواخلنا

 العرب اليوم -

لنظهر أحسن ما في دواخلنا

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

لكأن البعض منّا يخشى على "طهارته"، أو قُل "عذريته" إن هو أثنى أو ثمّن ما تقوم به الحكومة والجهات المختصة والقوات المسلحة، من خطوات وإجراءات لمواجهة "الجائحة" التي تكتسح العالم وتتهدد حياة ملايين البشر، وتكاد تضربنا كما ضربت غيرنا، مع أننا والحمد لله، ما زلنا في وضعية "السيطرة" و"الاحتواء" في حربنا مع هذا العدو الخبيث والخبيء.
 
ما حصل يوم الاثنين الفائت، في المطار وصولاً إلى البحر الميت، كان ذروة تألق الأداء الأردني الوقائي والاحترازي في مواجهة كورونا ... إجراءات السلامة المعتمدة، راعت بأرفع المعايير، قواعد احترام حقوق المواطنة وحقوق الانسان ... لم أسمع كثيراً عن دول استقبلت مواطنيها العائدين في فنادق من أربعة أو خمسة نجوم، وسهرت على تأمين الغذاء والدواء والشراب لهم في أماكن حجرهم المريحة ... لم أسمع عن دول أكثر منا قدرة واقتداراً، قررت أن تجهز مقدماً عشرات الفنادق والمدارس ومراكز الإيواء، تحسباً لظرف كهذا، مهما بلغت الكلف ومعهما تعاظمت النفقات ... هي نقطة تسجل للدولة الأردنية، بمؤسساتها المدنية والعسكرية المختلفة، بحروف ناصعة، وقد آن أوان الجهر بهذه الحقيقة، برغم تلعثم المتلعثمين وتردد المترددين.
 
ليس هذا وقت الحسابات السياسية، فما من خلاف مع الحكومة أو نظامنا السياسي، يستحق أن نلوذ بالصمت أو نمعن في التشكيك والتبخيس ... نحن في لحظة استثنائية، الأردن بعدها (اقرأ العالم) لن يكون مثلما كان قبلها ... وعلينا أن نعزز ثقة المواطن بدولته ومؤسساته، فمن له غيرها في هذه المحنة، من للأردنيين غير دولتهم لمواجهة التحدي الأكبر والأخطر الذي يختبرونه ... وحين نتحدث عن الدولة، لا نقصد "كياناً افتراضياً" معلقاً في الهواء أو عائماً في الفضاء، بل نتحدث عن مؤسسات وسياسات وإجراءات، ثبت بالملموس أنها ارتقت لمستوى التحدي، وأنها تفوقت على نفسها، إذ عملت بتنسيق وتناغم نادرين.
 
ليس الوقت للاصطياد في المياه العكرة، ولا لإخراج ألسنتنا من أفواهنا، للجأر بالعبارة الأثيرة على قلوب البعض منّا: ألم نقل لكم؟ ... ليس الوقت لترك المنجز الأكبر والأهم، وقضاء الوقت كلّه أو جُلّه في البحث عن الأخطاء والهفوات ... هذا أمر يحدث، ولا شك أن الحكومة قارفت العديد منها ... دعونا نستذكر دائماً أن التحدي غير مسبوق، وأن الأخطاء ممكنة ... ألم تقارفها دول كبرى وعظمى، اشتهرت ببنيانها المؤسسي الراسخ وتخطيطها الاستراتيجي بعيد الأجل؟
 
أليس حرياً بأي منّا أن يقارن مشاهد الاحتشاد والفوضى في مطارات الدولة الأعظم، ومشهد الاحتشاد القسري في مطار الملكة علياء؟ ... أليست المقارنة مع الفارق، لصالحنا تماماً في هذا المجال؟ .... من لا يقر بهذه الحقائق، خشية أن يتهم بالتملق و"التسحيج"، أو من باب "حفظ خط الرجعة" لمرحلة ما بعد كورونا، عليه أن يعيد النظر في حساباته وطريقة تفكيره.
 
يبقى أن نشير إلى دور المواطن الأردني في هذه الأزمة، حيث أظهرت قلة منّا انعدام الحس والإحساس بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية والاجتماعية والدينية، إلا أن كثرتنا أظهرت في المقابل، درجة عالية من الوعي وضبط النفس والكرامة والشعور العالي بالمسؤولية حيال وطنها وأهلها وناسها ... والأزمات، تظهر عادة، أحسن ما فينا وأسوأ ما فينا، وقد ظهر الأمران معاً في الأيام القلائل الفائتة، وهذا أمرٌ طبيعي لا يجوز أن يثير فينا غير الرغبة في أن نكون ممكن يظهرون أحسن ما في دواخلهم... حمى الله الأردن والأردنيين

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لنظهر أحسن ما في دواخلنا لنظهر أحسن ما في دواخلنا



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24