كنت هناك
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

كنت هناك

كنت هناك

 العرب اليوم -

كنت هناك

بقلم : عريب الرنتاوي

تشرفت بلقاء جلالة الملك عشرات المرات في العقدين الأخيرين، لكنها المرة الأولى التي أستشعر فيها حجم الفضول الذي اجتاح كثيرين لمعرفة تفاصيل اللقاء الأخير مع جلالته، ماذا قال وماذا قلتم؟ ... هل امتلكتم الجرأة على نقل هموم الناس وأشواقهم، أم أنكم اكتفيتم بتقديم آيات الشكر والثناء، وعدتم من اللقاء كما ذهبتم إليه؟
ولفت انتباهي أن كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي قد أعادوا طرح هذا السؤال/التساؤل، وإن بنبرة اتهامية في الغالب، مالت للقول «أننا معشر - السحيجة - لا نتقن هذا الفن، فن نقل نبض الشارع وتطلعاته لجلالة الملك، وأننا نكتفي عادة بالتسبيح بحمد النظام ونعمه، وإننا نكتفي إما بتقديم صورة وردية عن الوضع العام، أو بعرض لائحة مطالبنا الشخصية والخاصة.
واتسع نطاق الأسئلة والتساؤلات بخاصة، في ضوء شمول لقاءات الملك عدداً من الشخصيات التي تلتقي جلالته لأول مرة، وبعضها من أصحاب الأصوات المرتفعة، الأمر الذي فُسر في واحد من الوجهين: إما أن تكون مبادرة انفتاحية من الديوان على مختلف الاتجاهات والتيارات السياسية والفكرية والاجتماعية، أو هي محاولة «احتواء» وإسكات بطريقة ناعمة، ولا أريد أن أعلق هذا الأمر، فمن لديه قناعة في أي اتجاه، هيهات أن يغيرها بمقالة أو اثنتين.
ما يهمني هنا، هو أن أوكد وفقاً لمشاهداتي وما استمعت إليه، فقد كنت هناك، بأن غالبية من حضر اللقاءات مع جلالته، تملك الجرأة للحديث في كل ما دار في ذهنه، مراعياً شرطيين اثنين: أدب الحدث الذي يمليه المقام من جهة، والوقت المحدد المتاح لكل متحدث من جهة ثانية ... لقد عرض الزملاء والأصدقاء معظم إن لم نقل جميع ما يجول في خواطر الناس ويعتمل في نفوسهم، وإن على صورة «تغريدات» موجزة، محمّلة بالدلالات، سيما وأننا نتحدث في الديوان الملكي الذي لديه إطلالة واسعة على مختلف مناحي الحياة الأردنية، ما هو رسمي منها وما هو أهلي وشعبي.
وأجزم بأن أياً من الزملاء، في اللقاء الذي حضرته، وأمامنا جميعاً، لم يتقدم بمطلب شخصي واحد، فلا أوراق أخرجت من الجيوب، ولا أحاديث هامسة بعيدة عن الهم الوطني العام.
لقد عُرض ملف الإصلاح السياسي بجميع أوراقه تقريباً، وجرى توجيه انتقادات واسعة للتقصير والمراوحة في حفز التقدم وتحقيق الاختراق على هذا المسار ... طرح موضوع الفساد واستراتيجية محاربته من أكثر من زميل، وبغير طريقة ... طرحت فجوة الثقة بين المواطنين من جهة والعملية السياسية الجارية في بلادنا والمؤسسات المنبثقة عنها من حكومة وبرلمان وأحزاب من جهة ثانية ... طرحت ثقة الناس بالدولة والنظام ... طرحت قضايا الحريات العامة والمعتقلين ... طرح ملف الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية التي تعتصر البلاد والعباد، وطرحت أسئلة حول قدرة الحكومة والبرلمان على إنجاز رؤية إصلاحية جادة وجدية ... عرض لملفات السياسة الخارجية وجرى تقليبها، من فلسطين والقدس والرعاية والمسجد الأقصى مروراً بصفقة القرن، عطفاً على سوريا والعراق وبقية أزمات المنطقة، طرحت أسئلة وأفكار حول حاجة الأردن لتنويع علاقاته وأسواقه الخارجية، وعدم الارتهان لمحور واحد، عرضت شتى المخاوف من مواقف هذا المحور أو ذاك، هذه العاصمة أو تلك.
أجزم بأن معظم من تناوب على الحديث مع جلالته، استشعر القدرة والجرأة على الحديث بما يدور في خلده، من دون خوف أو تردد أو مجاملة، إلا ما يقتضيه المقام والوقت المحدد للقاء، راجياً أن تكون مقالتي هذه قد أنصفت الزملاء، وصححت النظرة للقاءات المكثفة التي يجريها الملك مع شخصيات سياسية وإعلامية واجتماعية أردنية، من شتى المشارب والاتجاهات، سواء من حيث أهدافها أو طبيعة مجرياتها.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنت هناك كنت هناك



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24