الإنساني والسياسي في أزمة كورونا
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

"الإنساني" و"السياسي" في أزمة كورونا

"الإنساني" و"السياسي" في أزمة كورونا

 العرب اليوم -

الإنساني والسياسي في أزمة كورونا

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

الكلف الإنسانية الباهظة لجائحة كورونا، لم تكن كافية على ما يبدو، للشفاعة لشعوب منكوبة بالحصار والعقوبات وحروبها الداخلية وحروب الآخرين عليها، فالمسافة بين "السياسي" و"الإنساني" تبدو هائلة عند قادة الدول والأطراف المسؤولة والمشتبكة مع هذه الأزمات.
 
ونبدأ بإسرائيل، التي تُقرر حكومتها تبييض سجونها من المجرمين والقتلة وتجار المخدرات اليهود، وتُبقي على الموقوفين إدارياً والأسرى من مقاتلي الحرية وسجناء الرأي والضمير من الفلسطينيين ... تأبى العنصرية إلا أن تفعل فعلها، حتى في زمن الكورونا... الأمر ذاته، ينطبق على قطاع غزة، السجن الأكبر في التاريخ، حيث يُترك مليونا فلسطيني نهباً للحصار والعقوبات الجماعية، حتى بعد أن تم الكشف عن دخول الفيروس إلى القطاع المحاصر ... الحال مع الضفة الغربية، لا يختلف كثيراً، وإن كان أقل تفاقماً.
 
كورونا، لم توقف الحرب المنسيّة في اليمن، البلد المنكوب بالمجاعة والأمراض ومئات ألوف القتلى والجرحى والمشردين، يبدو مكشوفاً تماماً أمام هذا التحدي الكارثي لصحة أبنائه وبناته، وسلامتهم العامة ... "الإنسانية" التي سقطت في "اختبار اليمن" من قبل، تبدو معرضة للسقوط المدوي مجدداً، فيما يقف الفيروس اللعين على عتبات البلاد المنكوبة، بحروب أبنائها وحروب الآخرين عليه.
 
لا يبدو الوضع مختلفاً في ليبيا، فثمة تقارير تقول أن الجنرال حفتر يسعى في تحقيق اختراقات ميدانية، مستغلاً انشغال العالم بكورونا، إن صحت هذه الأنباء، وليس ثمة ما يشي بغير ذلك، فإن "السياسي، سيكون قد انتصر على "الإنساني" في الأزمة الليبية كذلك، وسط صمت العالم وانشغالاته الطارئة والضاغطة.
 
من حسن حظ السوريين، سيما في الشمال الغربي، إن جائحة كورونا تفشت بعيد التوصل إلى "برتوكول موسكو" بين بوتين وأردوغان ... مستوى المواجهات انخفض كثيراً ضمن الحدود الجديدة لمنطقة خفض التصعيد، وانتهاكات البرتوكول تتناقص، أو لا تجد لها مطرحاً في التغطيات الإعلامية على أقل تقدير .... وأنباء الأمس تحدثت عن نجاح الوحدات العسكرية الروسية – التركية في إنجاز دوريات كاملة على امتداد الطريق الدولي “M4”، الواصل بين حلب واللاذقية، بعد الإعاقة التي تعرضت لها في محاولاتها الأولى من قبل جبهة النصرة وأنصار التوحيد وحراس الدين.
 
الكارثة الأكبر، كارثة العقوبات غير المسبوقة في التاريخ ضد إيران، ما زالت على حالها، وهي أفضت من دون ريب، إلى زيادة الكلفة الإنسانية لانتشار الفيروس في إيران ... دول صناعية متقدمة، بكامل استعداداتها وطاقاتها الإنتاجية، عجزت عن احتواء الجائحة، فما بالك في بلد منكوب بالعقوبات، وبحروب الآخرين عليه، وحروبه على الآخرين كذلك ... إدارة ترامب، تدير ظهرها لكل النداءات الإنسانية التي تستحثها على رفع ولو جزئي لهذه العقوبات، لتمكين الحكومة الإيرانية من تطويق الوباء، وبدل منذ ذلك، ما زالت الإدارة تجد متسعاً من الوقت، لفرض المزيد من العقوبات، وإدخال كيانات إضافية إلى لوائحها السوداء ... ثمانون مليون إيراني، يدفعون ثمن هيمنة "السياسي" على "الإنساني" في إدارة الأزمات، حتى وإن كانت الأزمة بحجم "وباء عالمي"، لا يعرف حدوداً وطنية، ولا يميز أحداً عن أحد.
 
"أنسنة" النظام العالمي ونظام العلاقات الدولية، يجب أن يتصدر قائمة مطالبات شعوب الأرض، أقله في زمن الكوارث والجوائح، سيما بعد أن كشف "كورونا" أكثر الجوانب أنانية في منظومة العلاقات الدولية، حيث تُركت كل أمة "تقلّع أشواكها بأيديها" ... والمفارقة أن الدول التي مدّت يد العون والتضامن لغيرها، هي ذاتها الدول التي تُتهم في الغرب، بأنها "متوحشة" و"دكتاتورية" و"شمولية"، أقصد روسيا والصين وكوبا.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنساني والسياسي في أزمة كورونا الإنساني والسياسي في أزمة كورونا



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24