الحرب على «المنظمة» حين تأتي من الفلسطينيين أنفسهم
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الحرب على «المنظمة» حين تأتي من الفلسطينيين أنفسهم؟!

الحرب على «المنظمة» حين تأتي من الفلسطينيين أنفسهم؟!

 العرب اليوم -

الحرب على «المنظمة» حين تأتي من الفلسطينيين أنفسهم

بقلم - عريب الرنتاوي

في موسكو اختلف الفلسطينيون حول مسألتين لا يجوز الاختلاف حولهما: الأولى، وحدانية التمثيل الفلسطيني وحصريته في إطار منظمة التحرير الفلسطينية... والثانية، مرجعية الشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة بالقضية... ونقول لا يجوز الاختلاف حول هاتين القضيتين، ليس لأن جعبتنا خالية من الملاحظات والانتقادات عليهما كتليهما، بل لأننا لا نمتلك بدائل ومظلات أخرى، نلوذ إليها ونستظل بها... سنتناول في هذه المقالة، المسألة الأولى، ونضرب صفحاً عن الثانية.
الجهاد الإسلامي، سيراً على سنة «غير حميدة» اختطتها حماس لسنوات طوال، رفضت الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، حجتها في ذلك، أنها لا تضم تحت جناحيها الفصائل كافة، ولم تجر انتخابات حرة ونزيهة لمجلسها الوطني ومؤسساتها التمثيلية المختلفة.
حسناً، نحن نشاطر الجهاد، ومن قبلها حماس، الملاحظات ذاتها، ولدينا ما هو أكثر منها وأعمق، ولطالما خضنا صراعات ضد الهيمنة والتفرد والاستفراد والتحكم، وضد منطق «الكوتا الفصائلية»، ولطالما دعونا إلى أطر تمثيلية تلحظ تمثيل الجيلين الثاني والثالث للنكبة، وكم تحدثنا عن «شيخوخة» الحركة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها، وطعنا في شرعية أدواتها ووسائلها للاستمرار في السلطة، والعمل بمبدأ التمديد والتجديد (لم نصل للتوريث من لطف الله ورعايته)، ولكن كل ذلك لم يمنعنا من الدفاع عن المنظمة بوصفها الممثل الشرعي الوحيد، ببساطة لانعدام البدائل، وخطورة (وفشل) محاولات تشكيل أطر بديلة وموازية، سيما حين تكون مدفوعة بحسابات هذا المحور الإقليمي أو ذاك.
هل تقترح الجهاد مثلا، أنها هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني؟... أو هي وحماس؟... أو الإدارة المنتظرة لقطاع غزة، أو غرفة العمليات المشتركة، أو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، أو نادي فصائل دمشق؟... هل تقترح الجهاد، تسليم راية التمثيل الفلسطيني لمحور إقليمي بعينة؟... للجامعة العربية؟... من سيمثل الفلسطينيين إن سقطت وحدانيته وحصريته عن المنظمة؟
مشكلة الإسلام السياسي الفلسطيني بجناحيه، الجهاد وحماس، أن ذاكرته التاريخية قصيرة جداً، فهو يعتبر نفسه مبتدأ الجملة الفلسطينية وخبرها، ويؤرخ للكفاح الفلسطيني منذ لحظة التحاقه بركب هذا النضال، وليس من بداياته الأولى، المتكررة والمتعاقبة، على شكل موجات كفاحية متلاحقة... هذا الإسلام السياسي الفلسطيني لم يخض معارك الهوية الفلسطينية الوطنية، فهو بالكاد يعرفها ويتعرف عليها ويعترف بها، وكيف له أن يعرفها وهو الذي اعتاد النظر لـ»القومية» بوصفها عصبية جاهلية، وقدم عليها مفهوم «الأمة» بالمعنى الإسلاموي الفضاض، الممتد على مساحات انتشار المسلمين.
مشكلة هذا الإسلام السياسي أنه لم يخض معارك الصراع على التمثيل وسد الثغرات التي تسللت منها حكومات عربية عديدة وجهات إقليمية نافذة، للسيطرة على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، بل كان رؤوس جسور للتسلل والعبث الإقليميين في الداخل الفلسطيني... هذا الإسلام السياسي نشأ بعد أن كانت الحركة الوطنية الفلسطينية، قد قطعت أشواطاً كبيرة، على طريق بعث الهوية واستعادة الكيانية وانتزاع القرار المستقل ووحدانية التمثيل.
وتزداد هذه المقاربة خطورة في اللحظة السياسية الراهنة، عشية الكشف عن صفقة القرن، وفي وقت تشهر فيه حكومة نتنياهو وإدارة ترامب اليمينيتين، راية «الإطار الإقليمي» للحل، قافزة من فوق الممثل الوطني ومنظمة التحرير والشعب الفلسطيني برمته، فلمصلحة من، يجري تحويل وحدانية التمثيل، إلى قضية خلاف كبرى، مستعصية على الحل، ومتسببة في فشل المبادرة الروسية لجمع الشمل الفلسطيني؟
قبل أن تشهروا الفيتو في وجه المنظمة، وقبل أن تسحبوا توقيعاتكم أو تنسحبوا من اجتماعات المصالحة، دلوّنا على ممثل شرعي وحيد آخر، معترف به، على كيانية أخرى، تحظى بشرعية عربية وإسلامية ودولية غير منظمة التحرير، لنقدم لها فروض البيعة والولاء كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني... دلّونا على من سيملأ فراغ المنظمة، غير الحكومات اللاهثة للخلاص من الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية وحقوقه المشروعة، والباحثة عن أي سبب لشطب إسرائيل من خانة الأعداء ونقلها إلى خانة الأصدقاء والحلفاء؟
إن كنتم سئمتم عجائز فتح وشيوخ الانقسام فيها، فنحن سئمنا مثلكم، وإن كنا لا نبرئكم من قسطكم من المسؤولية عن الانقسام... لكننا رغم هذا وذاك، نقترح ألا تضيّعوا البوصلة، فيحل الفصيل/ الجماعة، محل الكيان والمنظمة، وتتغلب حسابات تمكينه ومصالحه الضيقة، على المصلحة الوطنية العليا وضرورات مواجهة الزلزال القادم، الذي يكاد يستنفد مقياس «ريختر» بكل تدرجاته.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب على «المنظمة» حين تأتي من الفلسطينيين أنفسهم الحرب على «المنظمة» حين تأتي من الفلسطينيين أنفسهم



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24