سنة الـكورونا”
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

سنة الـ"كورونا”

سنة الـ"كورونا”

 العرب اليوم -

سنة الـكورونا”

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

في "المحكيات" الشعبية المتوارثة، ثمة سنوات مميزة، يجري "التأريخ" بها، فلان ولد في عام الجراد، وفلانة جاءت للدنيا عشية الحرب، والدتي على سبيل المثال ولدت سنة "اضراب الستة أشهر" في فلسطين، أي في العام 1936، كثرة من أجدادنا خلقوا أو تزوجوا في أعوام المجاعة، زمن الحكم العثماني، أما "الثلجة الكبيرة"، فهي تاريخ متكرر، وسنواته تكاد لا تعد ولا تحصى.
 
العام 2020، سيدخل تاريخنا الشفهي ومروياتنا، بوصفه سنة فارقة تماماً، سنة الـ"كورونا"... سنتبادل القصص والحكايات، بعضها محزن للغاية، وبعضها الآخر مضحك للغاية ... كلما ابتعدنا عن هذه المحطة، كلما تغلب الجانب الكوميدي منها على مكامن التراجيديا فيها ... منذ اليوم، أخذت كورونا تطلق موجات من النكات اللاذعة، التي تندرج في خانة "المضحك – المبكي".
 
"عرس إربد" سيكون واحدة من المرويات الشمالية التي ستتناقلها ذاكرة الأجيال ... واقعة عادية روتينية، تحدث كل يوم، بيد أنه في عام كورونا، كان قميناً بإطلاق موجة من القلق والذعر، والتسبب بأذى جسيم، هيهات أن ننجح في احتوائه وتطويق ذيوله ... "المعازيم"، تجري ملاحقتهم لإخضاعهم للفحص، وليس للاعتقال بالطبع، والنداءات الموجهة لهم، تصدر عن مختلف المسؤولين، وتتصدر شاشات التلفزة ونشرات الأخبار.
 
سيروي المحجور عليهم أكثر القصص طرفة وغرابة، وربما إثارة للخوف والألم ... هؤلاء وحدهم، مرّوا بالتجربة، وكان لديهم ترف الوقت والراحة، لتدوين ما مرّوا به، بخلاف المرضى والمصابين، الذين قد يقعدهم المرض وتمنعهم الإصابة بما تستبطنه من قلق وألم وتحسب، من تذكر وتفكر الحالة التي مرّوا بها.
 
وسيستذكر الـأردنيون بلا شك، وهم الذي طالما فصلتهم عن حكومتهم وبرلمانهم ومؤسسات دولتهم فجوة ثقة واسعة، كيف أنهم فوجئوا بما أحدثه الفايروس اللعين، من تفجير للطاقات والإبداعات، وإطلاق ينابيع الخير والتضحية والبذل والعطاء، وكيف أمكن للمؤسسات التي طالما قذفنها بالترهل والعجز والاستخفاف بحياة المواطنين وكراماتهم وعيشهم، أن تتفوق على نفسها، وأن تخرج من "جلدها"، وأن تثير الارتياح والانطباع، وأن تترك أعمق مشاعر الثقة والارتياح حتى في النفوس الشكاكين ... وسنعكف ككتاب وباحثين، على البحث في دهاليز "الخصوصية" الأردنية للتعرف على أسرار هذه "الصحوة" وبواعث تلك "اليقظة" المثيرة للاندهاش حقاً.
 
ستعاود حياتنا دوراتها ودورانها، وسنذهب إلى مدارسنا وجامعاتنا وأعمالنا، وسنروي لبعضنا البعض كيف قضينا أيام الحجر وكيف لزمنا منازلنا، وما الذي أحببناه في هذه "الإجازة الاضطرارية" وما الذي كرهناه ... وسيكون لدينا مخزون كبير من القصص والحكايا، التي من شأن تبادلها، أن يعمق احساسنا المشترك بإنسانيتنا، وأن ينمي روابطنا العائلية، ويزيدنا اقتراباً من بعضنا البعض، نحن الذين طالما اشتكينا من بعضنا البعض، وأحياناً كرهنا بعضنا البعض.
 
وهي مناسبة لنا مواطنين أفراد، للاحتفاظ بالعادات الحميدة التي اكتسبناه ومارسناها طائعين أو مكرهين... وللدول والحكومات، أن تتأمل وتتبصر فيما يدور حولها ... أسابيع قليلة من التباطؤ في أنشطتنا الاقتصادية النهمة، كانت كفيلة بإحداث فرق في نظافة الهواء الذي نتنفس، والمياه التي نعوم فوقها، أسابيع أخرى، ربما يبدأ الكوكب بالتخلص من مشكلة احتراره، وتغير مناخه، وربما نعيد بعض الاعتبار لأمنا الطبيعة، التي "جُرنا" عليها كما لم تفعل جميع الأجيال المتعاقبة من قبلنا ... هي لحظة تأمل وتفكر، لا يقطعها ويعكر صفوها، سوى "نعيق" مايك بومبيو، معلنا المزيد من العقوبات على المزيد من الكيانات، والأخبار التي تتحدث عن محاولات أنانية جشعة، بذلتها إدارة الرئيس ترامب لشراء براءة اختراع اللقاح المضاد لكورونا بقصد احتكاره والتربح من ورائه وابتزاز دول وشعوب بمفاعليه.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنة الـكورونا” سنة الـكورونا”



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

خضوع ميغان ماركل ووالداتها للوزن بعد عشاء عيد الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24