الفيروس المعولم يصيب العولمة في مقتل
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الفيروس المعولم" يصيب العولمة في مقتل

الفيروس المعولم" يصيب العولمة في مقتل

 العرب اليوم -

الفيروس المعولم يصيب العولمة في مقتل

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

لم تبق سوى حفنة من الدول التي يضربها فيروس "كورونا" بعد ... أعداد متزايدة من الدول تضرب أطواق العزلة حول حدودها، بعضها تقطعت أوصاله الداخلية، وبات الانتقال من مدينة إلى أخرى، ومن حي إلى آخر، محظور تماماً ... التكتلات الدولية تتعرض للاهتزاز، والبحث عن "النجاة الوطنية" بات أولوية الدولة الوطنية، حتى وإن أودى ذلك بالتزاماتها التعاقدية... "القرية الكونية الصغيرة" باتت إرثاً من الماضي ... "فيروس كورونا"، آخر نتاجات العولمة، يبدو أنه سيوجه ضربة نجلاء للعولمة ذاتها.

والحقيقة أن البشرية ضُربت بهذا الفيروس، بعد سنوات من انحسار رياح "العولمة" ... "الحمائية"، "الانغلاقية"، "الانكفائية"، وسياسة بناء الجدران العازلة، أصبحت من ظواهر عالمنا الجديد في السنوات الفائتة ... الدول المؤسسة للسوق العالمي الواحد والتجارة الحرة، هي ذاتها، أول من شرع في فرض القيود والتعرفات واستخدام الأدوات الضريبية والجمركية لحماية انتاجها ... هي ذاتها الدول التي فعّلت كما لم يحدث من قبل في التاريخ، "سلاح العقوبات" بوصفه أداةالفيروس المعولم" يصيب العولمة في مقتل موازين  تجارتها الخارجية.

"المواطن المعولم" الذي يرتدي الملابس ذاتها، ويأكل الطعام ذاته، ويحتسي الشراب ذاته، ويدخن السجائر ذاتها، ويستخدم الهواتف والأجهزة التي تُصنعها حفنة من الشركات ذاتها، بدأ يرتد إلى هويّاته الثانوية... نزعات انفصالية تجتاح دولاً ظننا أن وحدتها أصلب من الفولاذ ( أسبانيا، بريطانيا مثالاً) ... الانسحاب من تكتلات دولية (بريكسيت) والتنصل من معاهدات دولية "إدارة ترامب وتنصلها من العديد منها) ... صعود اليمين الشعوبي، البعض يسميه عودة النزعات الوطنية والقومية للدول الرأسمالية الكبرى ... تنامي العنصرية ضد المهاجرين والوافدين الجدد واللاجئين والمهاجرين ... جميعها ظواهر سبق وأن تفشت في مجتمعات عديدة، قبل أن يداهمنا الفيروس الخبيء والخبيث.
"الأنانية الشوفينية" بدل "التضامن الأممي"، تحل كقاعدة حاكمة في العلاقات الدولية ... تجربة تَخَلي الاتحاد الأوروبي والغرب الرأسمالي عن إيطاليا في محنتها غير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، تنهض مثالاً على ما نقول ... وحدها الصين، بلد المنشأ للفيروس اللعين (من دون اتهام أو عنصرية)، هبّت لنجدة "الطليان" ... كل أمة "تقلّع شوكها بيديها"، هذه هي القاعدة الناظمةللتعاون الدولي في زمن كورونا.
سعي إدارة ترامب للاستحواذ على اللقاح الألماني، للحفاظ على تفوق "الرجل الأمريكي الأبيض"، واحتكار سوق الدواء العالمي، واستخدامه كسلاح في حروبها مع خصومها الكثر، عبّر بشكل مؤسف ومقلق، عن انحطاط قيم التضامن والتعاون الدوليين وأظهر الجشع بأكثر صوره بشاعة في زمن الكارثة.

الفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً، تتصدر لائحة أكثر المتضررين من جائحة كورونا ... ما من دولة غربية إلا وضربت قيوداً على دخول اللاجئين وخروجهم، وأطواقاً حول مخيماتهم ومعازلهم، حتى في لبنان، البلد الذي يكاد يشهر فشله وإفلاسه، لم يتخل البعض من أبنائه عن "عنصريتهم" الفجّة ... سمير جعجع يطلب فرض أطواق العزلة والحصار على بقايا الفلسطينيين في مخيماتهم وحول مخيمات اللجوء السوري، لكأنها مناطق مصابة بالجرب أو الجذام، علماً بأن لائحة المصابين بكورونا في لبنان، لم تزدحم بالسوريين والفلسطينيين.

أما بعد انجلاء غبار الكارثة، فإن من المتوقع أن يشتد هبوب الريح المناهضة للعولمة ... من المنتظر أن يعزز اليمين القومي والشوفيني من نفوذه وتأثيره ... من المرجح أن ينكفأ مزيد من الدول على "دواخلها" ... ليست مستبعداً أن يكون شعار المرحلة المقبلة "من بعدي الطوفان"، سيما وأن انفجار إعصار كورونا، يتزامن مع دخول الاقتصاد العالمي رسمياً في مرحلة ركود، وانهيار أسعار النفط.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفيروس المعولم يصيب العولمة في مقتل الفيروس المعولم يصيب العولمة في مقتل



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

خضوع ميغان ماركل ووالداتها للوزن بعد عشاء عيد الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24