بعد الجائحة إسرائيل أكثر يمينية
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

بعد "الجائحة"... إسرائيل أكثر يمينية؟!

بعد "الجائحة"... إسرائيل أكثر يمينية؟!

 العرب اليوم -

بعد الجائحة إسرائيل أكثر يمينية

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

تحدثنا من قبل، كيف لعبت "الجائحة" لعبتها لصالح بنيامين نتنياهو، وكيف استطاع امتطاء صهوة "التخويف" و"التهويل" لإقناع خصمه ومنافسه بالانضواء تحت جناحيه بحجة "الطوارئ" والحاجة لحكومة "وحدة وطنية" ... كل هذا صحيح، والأحداث التي شهدتها الأيام الأخيرة، تكشفت عن جملة من "المساخر" في الحياة السياسية والحزبية الإسرائيلية.
 
"المسخرة الأولى" تجلت في سعي رئيس الوزراء المكلف على تشكيل حكومة برئاسة خصمه، وهو الذي شيّد إرثه السياسي وحملاته الانتخابية الثلاث الأخيرة، على هدف واحد: إسقاط نتنياهو... ولأن غانتس بات يعمل في خدمة نتنياهو، وليس في مواجهته، فقد جاءت "المسخرة الثانية": نتنياهو يطلب إلى رؤبين ريفلين تمديد تكليف خمصه ومنافسه لتشكيل الحكومة؟!
 
من المفترض أن يكون التمديد الثاني للمهلة الممنوحة لنتنياهو – غانتس، قد انتهى في ساعة متأخرة من الليلة الفائتة ... لا نعرف ما إذا كان الرجلان قد أنجزا الاتفاق الذي وعدا به رئيس الدولة، إم أنهما ما زالا بحاجة لتمديد ثالث، وما إذا كان ريفلين سيستجيب لرغبتهما المشتركة أم لا... الأنباء المتفائلة بقرب التوصل إلى اتفاق بين الطرفين بعد اجتماع الساعات الست الذي سبق عطلة "الفصح اليهودي"، لا تعني أن الاتفاق بات ناجزاً، ففي إسرائيل يظل الباب مشرعاً أمام شتى الاحتمالات حتى ربع الساعة الأخير.
 
كلما طال أمد التفاوض، كلما جرت التطورات لصالح نتنياهو الذي نجح في تحويل خصمه اللدود إلى "بطة عرجاء"، بخمسة عشر مقعداً فقط، أي أقل من نصف المقاعد التي ظفر بها تحالفه المنقسم على نفسه... ومن آيات هشاشة الحال الذي آل إليه الرجل، أنه قبل بالتخلي عن أحقيته بتشكيل الحكومة، إذا ما أسقط القضاء الإسرائيلي حق نتنياهو المطارد جنائياً بتشكيلها، نظير عرض من نتنياهو بخصوص لجنة القضاء ووزارة العدل؟!
 
بيني غانتس بات اليوم، يخشى انتخابات مبكرة رابعة أكثر من أي وقت مضى، فنتائجها باتت محسومة سلفاً لغير صالحه، بعد تشظي "حلف الجنرالات – ليبيد" الذي حظي بالتكليف الثمين المنتظر...أخبار الاستطلاعات التي تسعى في قياس أثر جائحة كورونا على اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي، تهبط برداً وسلاماً على نتنياهو ... فوفقا لآخرها (13/4/2020)، والذي نشرت نتائجه القناة (12) في التلفزيون الإسرائيلي، فإنّ كتلة اليمين والأحزاب الحريدية ستحصل على 64 مقعدًا (زائداً سبعة مقاعد لإسرائيل بيتنا)، بينما ستحظى كتلة أحزاب الوسط – اليسار والأحزاب العربية مجتمعة على ستحصل على 49 مقعداً فقط. وسيكون الليكود هو الحزب الأكبر مع 40 مقعدًا، أما حزبا العمل وغيشر، فلن يفلحا في تجاوز عتبة الحسم، بالنظر لتذبذبهما الانتهازي الفج بين الليكود وأزرق أبيض، ورقص قادتهما على حبلي غانتس ونتنياهو.
 
ما تبقى من حزب أزرق أبيض بزعامة غانتس سيحظى على 19 مقعدًا، تليه القائمة العربية المشتركة مع 15 مقعدًا. وسيحصل كل من حزب “يوجد مستقبل” بزعامة يئير لبيد و”تيليم” برئاسة موشيه يعلون "بوغي"، الشريكان السابقان لغانتس، على 10 مقاعد، في حين سيحافظ ”شاس” على مقاعده التسعة، وحزب “يمينا” على 8 مقاعد، و”يهدوت هتوراه” و”إسرائيل بيتنا” سيحصلان على 7 مقاعد لكل منهما، أمّا “ميرتس” فستحصل على 4 مقاعد بعضها بفضل أصوات عربية بالطبع.
هذه الأرقام، تدخل الرعب بلا شك، إلى صدر غانتس وتضعف قدرته التفاوضية، وتُسعد في المقابل نتنياهو، الذي يفضل على ما يبدو البقاء مدة أطول في "تصريف الأعمال"، على أن يتخلى عن فرصة تفادي السجن وترؤس حكومة خامسة.
    

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد الجائحة إسرائيل أكثر يمينية بعد الجائحة إسرائيل أكثر يمينية



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 17:22 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم وثائقي عن ملكة السول الراحلة أريثا فرانكلين

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:02 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

"إهانة والدة الحكم" تنهي موسم دييغو كوستا

GMT 12:21 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حرب تغني لسيد درويش والشيخ إمام في دار الأوبرا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24