نكبةنكسةصفقة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

نكبة"..."نكسة"..."صفقة"

نكبة"..."نكسة"..."صفقة"

 العرب اليوم -

نكبةنكسةصفقة

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

الفلسطينيون يحيون هذه الأيام ذكرى نكبتهم الكبرى الـ"72"...بعد أيام ستحل الذكرى الـ"53" لنكسة العرب، الكبرى أيضاً...وعلى مبعدة ستة أسابيع، سنكون مع "موعد مبدئي" للشروع في تنفيذ "الصفقة"، بدءاً بضم غور الأردن وشمالي الميت والمستوطنات المزروعة في ثنايا "اللحم الحي" للقدس والضفة الفلسطينية المحتلة برمتها.
 
"النكبة" إذاً، ليست حدثاً وقع وانتهى، "النكبة" مسار من الهزائم والنكبات والانتكاسات المركبة، وسياق من ضياع الحقوق وتهويد الأرض وتشتيت السكان...النكبة التي لم تبدأ في العام 1948، بل قبل ذلك التاريخ بأكثر من نصف قرن، لم تنته فصولها حتى يومنا هذا...جيل الأجداد والآباء من الفلسطينيين شهدوا على تقسيم أرضهم التاريخية، "وعد بلفور" حيث "أعطى من لا يملك من لا يستحق"، أما جيل الأبناء والأحفاد، فهو يشهد اليوم، على ترجمة "وعد ترامب"، حيث "أعطى من لا يملك لمن لا يستحق أيضاً"، ولكن التقسيم والتقاسم يدور هذه المرة، حول الضفة الغربية وفوقها، أي ما تبقى للفلسطينيين من النكبة، وما بددته النكسة بعدها بأقل من عقدين من الزمان.
 
قرار التقسيم الذي نفذته إسرائيل من جانب واحد، وتوسعت في تنفيذه حين ابتلعت مساحات من خارج المناطق المخصصة لدولة اليهود بموجب القرار 181، وصولاً إلى اقتطاعات إضافية من الأراضي الفلسطينية والعربية في زمن "الهدنة"...قرار التقسيم هذا، ألغته إسرائيل بالكامل في العام 1967، حين احتلت فلسطين التاريخية بكاملها، وزادت عليها سيناء والجولان ومزارع شبعا وقطع من الأراضي الأردنية.
 
اليوم، استعادت مصر سيادة "منقوصة" على شبه الجزيرة، فيما الجولان ضُمّ رسمياً لإسرائيل وباعتراف رسمي من إدارة ترامب، ومزارع شبعا ما زالت تحت السيادة الإسرائيلية، فيما الأردن نجح في استعادة منطقتي الغُمر والباقورة...أما ما تبقى من فلسطين التاريخية (أقل من 20 بالمائة بعد ضم القدس)، فهو معروض للتقاسم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تارة بموجب "مؤامرة القرن"، وأخرى بالعروض المقابلة التي يجري استدراج الفلسطينيين لتقديمها ووضعها على مائدة المفاوضات إلى جانب صفقة القرن، وليس بديلاً عنها، ودائماً بمعزل عن القانون الدولي ومرجعيات عملية السلام وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والرباعية الدولية.
اليوم، ونحن نحيي ذكرى النكبة الثانية والسبعين، نعيش غمار "نكبة ثانية"، تحت مسمى صفقة القرن...في النكبتين كلتاهما، لعبت إسرائيل والقوى الاستعمارية ودول عربية عاجزة ومتآمرة، الدور الحاسم في اقتلاع الشعب واحتلال الأرض...لكن القيادة الفلسطينية في التجربتين كلتيهما، لم تكن بريئة من المسؤولية عن الفشل والهزيمة...الانقسامات الداخلية، التحالفات الخاطئة والرهانات الخائبة، تتحمل بدورها، خصوصاً في هذه المرحلة، جزءاً غير يسير من المسؤولية عن المآلات الكارثية التي انتهى إليها الشعب ووصلت إليها قضيته الوطنية.
 
ترامب ونتنياهو، بإعلانهما أحادي الجانب، عن رواية مشتركة لتاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ورؤية موحدة لحله، يعلنان الانتصار على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، ويُغلقان مئة عام من الصراع، بصيحات الظفر والنصر المؤزر...وفي ظني أنه يتعين على الفلسطينيين والعرب، الاعتراف بالهزيمة إن كانت في النفس، بقية من إرادة للتغلب عليها، ورغبة في الاستعداد لجولة جديدة من الصراع، لا أدري إلى متى ستمتد، وما إذا كانت ستستغرق قرناً آخر، أكثر أو أقل...أما تغليف الهزيمة بطبقة سميكة ومضللة من الشعارات "الانتصارية" فذلك هو خداع النفس، وتلكم هي الطريق الأقصر لإطالة أمد النكبة ومضاعفة تداعياتها.
 
النكبة، واقع الفلسطينيين المُعاش، لا يمكن الانتصار عليها إلا برؤية جديدة، تستند إلى الرواية الفلسطينية التاريخية، رؤية تنطلق بأن الصراع لن ينتهي في أمد منظور، وأن الدولة والعودة وتقرير المصير، ليست على مرمى حجر.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نكبةنكسةصفقة نكبةنكسةصفقة



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24