إيران وإسرائيل  والوزير الظريف
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

إيران وإسرائيل ... والوزير الظريف

إيران وإسرائيل ... والوزير الظريف

 العرب اليوم -

إيران وإسرائيل  والوزير الظريف

بقلم - عريب الرنتاوي

الوزير الإيراني محمد جواد ظريف تحدى العالم عبر صحيفة «لوبوان» الفرنسية، أن يأتيه بتصريح لمسؤول إيراني واحد هدد فيه أو تعهد بإزالة إسرائيل وتدميرها، وقدم قراءة جديدة لما سبق لأول مرشد وقائد للثورة الإسلامية آية الله الخميني أن أدلى به من مواقف و»فتاوى»، وأعاد تكرارها الرئيس السابق أحمدي نجاد وغيره من كبار المسؤولين الدينيين والعسكريين والسياسيين الإيرانيين ... الخميني وفقاً لظريف، عنى أن سياسات إسرائيل ونهجها في المنطقة، هي الكفيلة بإزالتها وتدميرها، ولم يقصد أن بلاده هي التي ستفعل ذلك.
حسناً، نريد أن نصدّق رواية الوزير الإيراني، وأن نقبل بشروحاته «التجديدية» للنصوص الخمينية، مع أن أحداً في ظني، لم يصدق ما ذهب إليه «الوزير المبتسم»، ذلك أن جُل إن لم نقل كل، الخطاب الإيراني حيال إسرائيل، قد بُني على هذه «النظرية»، حتى أنه لم يبق حليف واحد لإيران في المنطقة، لم يردد شعار «الموت لأمريكا ... الموت لإسرائيل»، من حزب الله في لبنان إلى الحوثيين في اليمن، مروراً ببعض فصائل الحشد الشعبي في العراق.
أياً يكن من أمر، ثمة من رأى في تصريحات الوزير ظريف، بداية لانعطافة رسمية في مواقف إيران حيال إسرائيل، وجنوح للنظر إليها بوصفها «دولة طبيعية» في المنطقة، العلاقة معها تحتمل الصداقة والعداوة، لكن خيار الإبادة والإزالة، ليس من ضمن خيارات إيران المطروحة على المائدة، حتى وإن كانت «أوهى من خيوط العنكبوت».
لم نصدق يوماً، أن إيران قصدت في أفعالها ما دأبت على ترديده في أقوالها ... ولم نأخذ حكاية إزالة إسرائيل على محمل الجد ... وإن كنا لم نشكك للحظة في عداء إيران لإسرائيل، وتلكم مسألة أخرى، لكنها عدواها لا تجعل من إزالة إسرائيل واحدة من أولويات الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة ... وكنا نشاهد بقليل من الدهشة حيناً وكثير من «الاستسخاف» أحياناً، كيف تتعامل إسرائيل وبعض دوائر الغرب مع التصريحات الإيرانية، بوصفها تهديداً فعلياً، أو خطراً ماثلاً على إسرائيل، ولطالما تساؤلنا: هل يصدق هؤلاء فعلاً ما يصدر عن الآلة الدعائية الإيرانية من مواقف، أم أنهم يحاولون استثمارها لتحقيق غايات أخرى، من بينها جر العرب إلى حلف استراتيجي مع إسرائيل، بحجة وجود «عدو مشترك»؟
كنا دوماً على يقين بأن إيران، شأنها في ذلك شأن دول عربية وإقليمية عديدة، لطالما قاربت الملف الفلسطيني من زوايا دعائية بهدف تحقيق مآرب أخرى ... الاقتراب من فلسطين يعطي صاحبه كثيرا من الصدقية و»الشعبوية»، وارجعوا إلى التاريخ، وستجدون كل ديكتاتور أو نظام شمولي، قد فعل أمراً مماثلاً ... إيران ليست الاستثناء، واستراتيجيتها للعب دور مهيمن في جنوب – غرب آسيا معروفة تماماً، ورغبتها في أن تكون اللاعب الرئيس على المساحة الممتدة من قزوين إلى الأبيض المتوسط، تجعل اللجوء إلى شعارات «تحرير فلسطين» و»الموت لإسرائيل»، أمراً في غاية الأهمية والضرورة... وصراعها مع أقطاب إسلامية أخرى على زعامة العالم الإسلامي، يدفعها للاستثمار في هذه المسألة كذلك.
وإذا كان مفهوماً، زمن «إيران/ الثورة» ومحاولات تصديرها، أن تكثف إيران من خطابها المناهض للاستكبار العالمي ومختلف الشياطين، فإن من المنطقي أن نتوقع في زمن «إيران /الدولة»، تبدلاً في لغة هذا الخطاب ومفرداته، فما بالك وإيران «الدولة والثورة معاً» تمر في واحدة من أصعب مراحلها منذ أربعة عقود، حيث الحصار والعقوبات والاستهداف الأمريكي قد بلغ واحدة من أعلى ذراه.
المدرسة الإصلاحية الإيرانية، التي تمسك بتلابيب الرئاسة والحكومة والخارجية في إيران، قررت منذ زمن، أن تعبر بإيران من «الثورة» إلى «الدولة»، وأن تعيد دمجها في السوق العالمية، وأن تجري أوسع عمليات التطبيع مع خصوم إيران على الساحتين الإقليمية والدولية، ولولا «الصدفة القاتلة» التي جاءت بترامب رئيساً للولايات المتحدة، لكانت طريق الإصلاحيين معبدة بالورود، ولكان لهم ما شاءوا وما خططوا ... والظاهر اليوم، أن انسحاب واشنطن الأحادي من الاتفاق النووي وعودة نظام العقوبات المشددة على إيران، لم يمنع رموز هذه المدرسة من غذ السير على الطريق ذاتها، وفي ظني أن تصريحات ظريف تندرج في هذا السياق، وتبعث برسائل إلى الغرب، بأن إيران تتغير، وهي قابلة للمزيد من التغيير، إن وجدت من يمد لها يداً على الطرف الآخر.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وإسرائيل  والوزير الظريف إيران وإسرائيل  والوزير الظريف



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24