دمشق_سورية24
اعتبرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن حمى العلاقة المضطربة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والجيش، أشعلت نار الحروب في العديد من دول الشرق الأوسط، فدفعت هذه البلدان ثمن تمسكه بالسلطة.
وقالت إن الانقلاب العسكري الفاشل في يوليو 2016 أعاد تنشيط أخطر هواجس أردوغان، المتمثلة بخوفه من أن يتم طرده من السلطة من قبل الجيش.وذكرت أن التطهير الهائل في صفوف الجيش بعد الانقلاب الفاشل هدف إلى إعادة تموضع دور الجيش في الحياة السياسية التركية، وتحييده عن تهديد الرئاسة. فبعد تنظيف القوات من جميع أتباع فتح الله غولن ومعارضيه الآخرين، انتقل أردوغان الآن لمهمة إعادة تشكيل الجيش على صورته.
ورأت “إندبندنت” أن “حدة هذا الخوف العسكري المتبادل ساعدت في تشكيل توسع تركيا في الخارج مستفيدة من قوتها العسكرية المتنامية. وهذا واضح جدا في الحرب الأهلية الليبية المحتدمة، حيث غير الدعم العسكري التركي لحكومة طرابلس ضد الجنرال خليفة حفتر ميزان الحرب.
وفي ثالث توغل عسكري كبير لأردوغان خارج تركيا ضد الأكراد فقط منذ عام 2016. بعد شهر واحد فقط من الانقلاب الفاشل، أمر أردوغان قواته بعبور الحدود السورية كجزء من عملية درع الفرات، للاستيلاء على البلدات الكردية. وفي عام 2018، أمر بفتح غصن الزيتون ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سوريا. تبع ذلك عملية أخرى في إدلب في وقت سابق من هذا العام، لمنع القوات الحكومية من استعادة المدينة.
وأرسل أردوغان مستشارين عسكريين ومرتزقة إلى ليبيا، وأنشأ قواعد عسكرية في أفغانستان وقطر والصومال، ولا يزال يتنافس على مواقع عسكرية في السودان وتونس. ويشرف الرئيس بشكل فعال على أكبر انتشار عسكري تركي في الخارج منذ العصر العثماني.
وقالت الصحيفة: “إن دفع الجيش إلى الصراعات في الخارج له مزايا متعددة بالنسبة لأردوغان. أولا، إنه يسمح له بالحفاظ على قبضته الحديدية على قواته ويمكنك أن تجعل الحجة القائلة بأن خنق هذا الشعور بالاستقلالية سيجعل أولئك في الجيش يفكرون مرتين قبل مواجهة رئيسهم"، وأضافت: “هذا يعني أيضا أنه يعزز موقفه فيما يتعلق بالمجتمع الدولي من خلال تعزيز صورة الرجل القوي الذي تعشقه الجماهير جدا.
وشددت على أن الجيش التركي الراهن هو الأقل علمانية منذ تأسيس الجمهورية. يقوم الصاعدون الإسلاميون الجدد بتغيير دور الجيش بنشاط كركيزة العلمانية في بلد إسلامي. كما أنهم يقدمون خدمة أردوغان كبيرة من خلال وضع الميليشيات الإسلامية والجماعات المسلحة المتحالفة مع تركيا في صميم أي صراع، وضمان حصولهم على مقعد على طاولة أي حل سياسي والمساعدة في جني الولاءات طويلة المدى تجاه تركيا في المناطق الأكثر اضطرابا.
وخلصت الصحيفة للقول: “الكثيرون اقتنعوا بالفعل، بأن الهدف الاستراتيجي لأردوغان هو تحويل تركيا والشرق الأوسط. قد يستغرق تحقيق هذا الهدف بعض الوقت. لكن الخطر الوشيك الذي تواجهه تركيا هو رؤية الجيش يعاد بناؤه على صورة أردوغان الخاصة وأن يصبح أداة للاستبداد والتحريف والتطرف نتيجة لذلك.
قد يهمك أيضا
24 قتيلًا وجريحًا بقصف استهدف مركز إيواء نازحين في جنوب العاصمة الليبية طرابلس
تركيا تُخطط للبقاء في ليبيا من خلال إقامة قاعدتين عسكريتين